أَثني ولستُ بِبالغٍ |
|
عُشْرَ الفَريدة من خِصالِهِ (١) |
وقال الشيخ أبو عمرو الكشي في كتاب « الرجال » : وحدّثني نصر بن الصباح قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد اللّه بن بكير ، عن محمد بن النعمان قال : دخلت على السيّد ابن محمد وهو لما به قد اسودّ وجهه وازرقّت عيناه وعطش كبده ، وهو يومئذ يقول بمحمد ابن الحنفية وهو من حشمه ، وكان ممّن يشرب المسكر ، فجئت وكان قد قدم أبو عبد اللّه عليهالسلام الى الكوفة لأنّه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور ، فدخلت على أبي عبد اللّه عليهالسلام فقلت : جعلت فداك إنّي فارقت السيّد ابن محمد الحميري لما قد اسودّ وجهه وازرقّت عيناه وعطش كبده وسُلب الكلام ، فإنّه كان يشرب المسكر.
فقال أبو عبد اللّه عليهالسلام : أسرجوا له ، فركب ومضى ومضيت ومعه حتى دخلنا على السيّد وإنّ جماعة محدقون به ، فقعد أبو عبد اللّه عليهالسلام عند رأسه وقال : يا سيّد! ففتح عينه ينظر إلى أبي عبد اللّه عليهالسلام ولا يمكنه الكلام (٢) ، وإنّا لنتبيّن فيه أنّه يريد الكلام ولا يمكنه.
فرأينا أبا عبد اللّه عليهالسلام حرَّك شفتيه فنظر السيّد (٣) فقال أبو عبد اللّه عليهالسلام : قل بالحقّ يكشف اللّه ما بك ويرحمك ويدخلك جنّته التي وعد أولياءه ، فقال في ذلك :
( تجعفرت باسم اللّه واللّه أكبر ). فلم يبرح أبو عبد اللّه عليهالسلام حتى قعد السيّد
__________________
١ ـ ابن شهر اشوب : مناقب آل أبي طالب : ٤ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧.
٢ ـ « وقد اسودّ وجهه ، فجعل يبكي وعينه إلى أبي عبد اللّه عليهالسلام ولا يمكنه الكلام » : ( رجال الكشي ).
٣ ـ « فنطق السيد فقال : جعلني اللّه فداك أبأوليائك يفعل هذا! » بدل : « فنظر السيد » : ( رجال الكشي ).