بالنبإ والخبر المنبأ والمخبر ، فالحسن يرجع إلى القصة ولا سيما فيما يرجع إلى صلاح حال المكلف في الدارين ، ووجه حسنها اشتمالها على الغرائب والعجائب والنكت والعبر وأن الصبر مفتاح الفرج ، وأن ما قضى الله كائن لا محالة لا يردّه كيد كائد ولا حسد حاسد. ويروى أن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ملوا فقالوا : يا رسول الله لو حدثتنا. فأنزل الله عزوجل (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً) [الزمر : ٢٣] ثم إنهم ملوا فقالوا : يا رسول الله لو قصصت علينا فأنزل الله (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) كل ذلك يؤمرون بالقرآن. (وَإِنْ كُنْتَ) هي المخففة من الثقيلة بدليل اللام الفارقة. والمعنى وإن الشأن كنت أنت من قبل إيحائنا إليك (لَمِنَ الْغافِلِينَ) عن هذه القصة أو عن الدين والشريعة (إِذْ قالَ) بدل اشتمال من أحسن القصص لأن الوقت مشتمل على القصص فإذا قص وقته فقد قص المقصوص أو منصوب بإضمار «اذكر». و (يُوسُفُ) ليس عربيا على الأصح إذ لا سبب فيه بعد التعريف إلا العجمة فهو اسم عبراني ، ومن ظن أنه من آسف يؤسف بناء على أنه قرىء بكسر السين وبفتحها فيوجد فيه وزن الفعل أيضا فقد أخطأ ، لأن القراءة المشهورة تأباه ولن يكون الاسم عربيا تارة وأعجميا أخرى. وهذا الخلاف روي في «يونس» أيضا. عن النبي صلىاللهعليهوسلم «الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم» (١) قال النحويون : التاء في (يا أَبَتِ) عوض من ياء الإضافة وهي للتأنيث لأنها قد تقلب هاء في الوقف. ويجوز إلحاق التاء بالمذكر نحو «حمامة» ذكر والكسرة فيه لمناسبة الياء التي هي بدل منها. والفتحة إما فتحة الياء فيمن يفتحها أو الفتحة الباقية بعد حذف الألف من ياء يا أبتا (إِنِّي رَأَيْتُ) هو من الرؤيا التي تختص بالمنام لا من الرؤية التي تشمل اليقظة بدليل قول يعقوب له (لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ) ولأن ذلك لو كان في اليقظة لكانت آية عظيمة ولم تخف على أحد. من قرأ (أَحَدَ عَشَرَ) بسكون العين فلكراهة توالي المتحركات فيما هو في حكم كلمة ، وكذا الى تسعة عشر إلا اثني عشر لئلا يلتقي ساكنان. قال في الكشاف : روى جابر أن يهوديا جاء إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا محمد أخبرني عن النجوم التي رآهن يوسف. فسكت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنزل جبريل فأخبره بذلك فقال النبي صلىاللهعليهوسلم لليهودي : إن أخبرتك هل تسلم؟ قال : نعم. قال : جربان والطارق والذيال وقابس وعمودان والفليق والمصبح والضروح والفرغ ووثاب وذو
__________________
(١) رواه البخاري في كتاب الأنبياء باب : ١٩. كتاب المناقب باب : ١٣. الترمذي في كتاب تفسير سورة ١٢ باب : ١. أحمد في مسنده (٢ / ٩٦).