والمفضل أن بالتخفيف غضب الله بالرفع : سهل ويعقوب. الباقون (أَنَّ غَضَبَ اللهِ) بالتشديد والنصب.
الوقوف : (تَذَكَّرُونَ) ه (جَلْدَةٍ) ص (الْآخِرِ) ه للعدول واعتراض الشرط مع اتفاق الجملتين (الْمُؤْمِنِينَ) ه (مُشْرِكَةً) ه للتفصيل بين الحالتين مع اتفاق الجملتين (مُشْرِكٌ) ج لاختلاف الجملتين (الْمُؤْمِنِينَ) ه (أَبَداً) ه (الْفاسِقُونَ) ه (وَأَصْلَحُوا) ج للفاء وإن (رَحِيمٌ) ه (بِاللهِ) ط في الموضعين لأن ما بعده جواب لما في حكم القسم (الصَّادِقِينَ) ه (الْكاذِبِينَ) ه (الصَّادِقِينَ) ه (حَكِيمٌ) ه.
التفسير : لما أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم في خاتمة السورة المتقدمة بطلب المغفرة والرحمة وطلبه يستلزم مطلوبه لا محالة بدليل سل تعط ، أردفه بذكر ما هو أصل كل رحمة ومنشأ كل خير فقال (سُورَةٌ) أي هذه سورة (أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها) أو فيما أوحينا إليك سورة أنزلناها. وقرىء بالنصب على «دونك سورة» أو «اتل سورة» أو على شريطة التفسير. وعلى هذا لا يكون لقوله (أَنْزَلْناها) محل من الإعراب لأنها ليست بصفة وإنما هي مفسرة للمضمر فكانت في حكمه. ومعنى إنزال الوحي قد سلف في أول البقرة. والفرض القطع والتقدير : ولا بد من تقدير مضاف لأن السورة قد دخلت في الوجود فلا معنى لفرضها فالمراد : فرضنا أحكامها التي فيها. ومن شدد فللمبالغة أو للتكثير ففي أحكام هذه السورة كثرة. ويجوز أن يرجع معنى الكثرة إلى المفروض عليهم فإنهم كل المكلفين من السلف والخلف. وأما الآيات البينات فإنها دلائل التوحيد التي يذكرها الله تعالى بعد الأحكام والحدود ويؤيده قوله (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فإن الأحكام والشرائع ما كانت معلومة لهم ليؤمروا بتذكرها بخلاف دلائل التوحيد فإنها كالمعلومة لظهورها فيكفي فيها التذكر. وقال أبو مسلم : هي الحدود والأحكام أيضا ولا بعد في تسميتها آيات كقول زكريا (رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً) [مريم : ١٠] سأل ربه أن يفرض عليه عملا. وقال القاضي : أراد بها الأشياء المباحة المذكورة في السورة بينها الله تعالى لأجل التذكر. فمن جملة الأحكام حكم الزنا. قال الخليل وسيبويه : رفعهما على الابتداء والخبر محذوف ولا بد من تقدير مضاف أي فيما فرض عليكم جلد الزانية والزاني ، أو فيما يتلى عليكم حكم الزانية والزاني وقال آخرون : الخبر (فَاجْلِدُوا) والفاء لتضمن معنى الشرط فإن الألف واللام بمعنى الموصول تقديره : التي زنت والذي زنى فاجلدوا. وقرىء بالنصب على إضمار فعل يفسره الظاهر وهو أحسن من نصب (سُورَةٌ أَنْزَلْناها) لأجل الأمر فإن الطلب من مظان الفعل والجلد ضرب الجلد كما يقال «رأسه» أي