ط (لَآيَةً) ط (مُؤْمِنِينَ) ه (الرَّحِيمُ) ه (الْمُرْسَلِينَ) ه لا (أَلا تَتَّقُونَ) ه ج (أَمِينٌ) ه لا (وَأَطِيعُونِ) ه ج (أَجْرٍ) ج (الْعالَمِينَ) ه ط (مِنَ الْعالَمِينَ) ه لا للعطف (مِنْ أَزْواجِكُمْ) ه (عادُونَ) ط (الْمُخْرَجِينَ) ه (الْقالِينَ) ه (يَعْمَلُونَ) ه (أَجْمَعِينَ) ه (الْغابِرِينَ) ه (الْآخَرِينَ) ه ج (مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) ه (لَآيَةً) ط (مُؤْمِنِينَ) ه (الرَّحِيمُ) ه.
التفسير : القصة الرابعة قصة هود ولنذكر من تفسيرها ما هو غير مكرر. الريع بالكسر وقرىء بالفتح المكان المرتفع ومنه الغلة لارتفاعها. والآية العلم وفي هذا البناء وجوه : فعن ابن عباس أنهم كانوا يبنون بكل موضع مرتفع علما يعبثون فيه بمن يمر بالطريق إلى هود. وقيل : كانوا يبنون ذلك ليعرف به فخرهم وغناهم فنهوا عنه ونسبوا إلى العبث وقيل : كانوا يقتنون الحمام قاله مجاهد. والمصانع مآخذ الماء. وقيل : القصور المشيدة والحصون. ومعنى (لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) ترجون الخلود في الدنيا أو ظلما وعلوا فوصفوا بكونهم إذ ذاك جبارين. وقيل : الجبار الذي يقتل ويضرب على الغضب. وعن الحسن : أراد أنهم يبادرون العذاب من غير تفكر في العواقب. والحاصل أن اتخاذ الأبنية الرفيعة يدل على حب العلوّ ، واتخاذ المصانع يدل على حب البقاء ، والبطش الشديد يدل على حب التفرد بالعلوّ فكأنهم أحبوا العلوّ وبقاء العلوّ والتفرد بالعلوّ وكل هذه لمن له الصفات الإلهية لا العبدية. ثم بالغ في تنبيههم على نعم الله حيث أجملها بقوله (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ) إيقاظا لهم عن سنة الغفلة مستشهدا بعلمهم ثم فصلها بقوله (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ) عليها تدور معايشكم (وَبَنِينَ) بهم يتم أمر حفظها والقيام بها (وَجَنَّاتٍ) يحصل بها التفكه والتنزه (وَعُيُونٍ) بمائها يكمل النماء. ثم ختم الكلام بتخويفهم تنبيها على أنه كما قدر أن يتفضل عليهم بهذه النعم الجسام فهو قادر على العذاب فيكون فيه مزيد حث على التقوى وكمال تنفر عن العصيان. ثم شرع في حكاية جواب القوم وأنهم قالوا : إن وعظه وعدم وعظه بالنسبة إليهم سيان. وإنما لم يقل «أوعظت أم لم تعظ» مع كونه أخصر لأن المراد سواء علينا أفعلت هذا الفعل الذي هو الوعظ أو لم تكن من مباشريه وذويه رأسا وهذا أبلغ في قلة اعتدادهم بوعظه. من قرأ (خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) بفتح الخاء فمعناه أن هذا إلا اختلاق الأولين وأكاذيبهم ، أو ما هذا إلا خلق الأقدمين نحيا ونموت ولا بعث ولا جزاء. والقراءة الأخرى معناها لسنا نحن إلا على دين الأولين من آبائنا ، أو ليس ما نحن عليه من الحياة والموت إلا عادة جارية لا خرق لها ، أو ما هذا الذي جئت به من تلفيق الأكاذيب. إلا عادة مستمرة من المتنبين. ثم أكدوا إنكارهم المعاد بقولهم (وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) فأظهروا بذلك جلادتهم وقوة نفوسهم فأخبر الله تعالى عن إهلاكهم وقد سبقت كيفية ذلك مرارا.