فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (١٨) فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (١٩) وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠) فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢١))
القراآت : ويرى بفتح الياء وإمالة الراء فرعون وهامان وجنودهما مرفوعات : حمزة وعلي وخلف وهكذا قرؤا قوله وحزنا بضم الحاء وسكون الزاي الباقون بفتحها.
الوقوف : (طسم) كوفي. (الْمُبِينِ) ه (يُؤْمِنُونَ) ه (نِساءَهُمْ) ط (الْمُفْسِدِينَ) ه (الْوارِثِينَ) ه لا للعطف (يَحْذَرُونَ) ه (أَرْضِعِيهِ) ج للفاء مع احتمال الابتداء بإذا الشرطية (وَلا تَحْزَنِي) ج للابتداء بإن مع أن التقدير فإنا. (مِنَ الْمُرْسَلِينَ) ه (وَحَزَناً) ط (خاطِئِينَ) ه (وَلَكَ) ط (لا تَقْتُلُوهُ) ق والوجه الوصل لأن الرجاء بعده تعليل للنهي. (لا يَشْعُرُونَ) ه (فارِغاً) ط (الْمُؤْمِنِينَ) ه (قُصِّيهِ) ز بناء على أن التقدير فتبعته فبصرت (لا يَشْعُرُونَ) ه لا بناء على أن الواو للحال أي وقد حرمنا وقوله (فَقالَتْ) عطف على قوله (فَبَصُرَتْ) والحال معترض (ناصِحُونَ) ه (لا يَعْلَمُونَ) ه (وَعِلْماً) ه (الْمُحْسِنِينَ) ه (يَقْتَتِلانِ) لا لأن ما بعده صفة الرجلين ظاهرا ولكن مع إضمار أي يقال لهما هذا من شيعته وهذا من عدوّه ، وليس ببعيد أن يكون مستأنفا من (عَدُوِّهِ) الأول ج لأن ما يتلوه معطوف على قوله فوجد مع اعتراض عارض من (عَدُوِّهِ) الثاني لا للعطف عليه مع عدم اتحاد القائل (الشَّيْطانِ) ط (مُبِينٌ) ه (فَغَفَرَ لَهُ) ط (الرَّحِيمُ) ه (لِلْمُجْرِمِينَ) ه (يَسْتَصْرِخُهُ) ط (مُبِينٌ) ط (لَهُما) لا لأن ما بعده جواب «لما» (بِالْأَمْسِ) ط للابتداء بالنفي والوصل أوجه لاتحاد القائل (الْمُصْلِحِينَ) ه (يَسْعى) ز لعدم العاطف مع اتحاد القول (مِنَ النَّاصِحِينَ) ه (يَتَرَقَّبُ) ز لما قلنا في (يَسْعى الظَّالِمِينَ) ه.
التفسير : فاتحة هذه السورة كفاتحة سورة الشعراء. (نَتْلُوا عَلَيْكَ) على لسان جبرائيل (مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ) أي طرفا من خبرهما متلبسا (بِالْحَقِ) أو محقين (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) لأن التلاوة إنما تنفع هؤلاء. ثم شرع في تفصيل هذا المجمل وفي تفسيره كأن سائلا سأل : وكيف كان نبؤهما؟ فقال مستأنفا (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ) أي طغى وتكبر في أرض مملكته (وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) فرقا يشيعونه على ما يريد ويطيعونه أو جعلهم أصنافا في استخدامه فمن بان وحارث وغير ذلك ، أو فرقا مختلفة بينهم عداوة ليكونوا له أطوع وهم