فيشمل إعطاء الجزية أيضا. والأجر الحسن في الدنيا الغنيمة ، وفي الآخرة الجنة. وقيل: الغنيمة فقط بناء على أن الآية في المنافقين ، وعلى هذا لا يتم الاستدلال على إمامة الخلفاء. وقوله (مِنْ قَبْلُ) أي في الحديبية. قال ابن عباس: إن أهل الزمانة قالوا: يا رسول الله كيف بنا؟ فأنزل الله تعالى (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ) أي إثم في التخلف لأنه كالطائر الذي قص جناحه لا يمتنع على من قصده. وقدم الأعمى لأن عذره مستمر ولو حضر القتال ، والأعرج قد يمكنه الركوب والرمي وغير ذلك. نعم يتعسر عليه الحرب ماشيا وكذا جودة الكر والفر راكبا. وقد يقاس الأقطع على الأعرج ، ويمكن أن لا يكون الأقطع معذورا لأنه نادر الوجود. والأعذار المانعة من الجهاد أكثر من هذا وقد ضبطها الفقهاء بأن المانع إما عجز حسي أو عجز حكمي. فمن الأول الصغر والجنون والأنوثة والمرض المانع من الركوب للقتال لا كالصداع ووجع السن ، ومنه العرج البين وإن قدر على الركوب لأن الدابة قد تهلك. وعند أبي حنيفة لا أثر للعرج في رجل واحدة ، ومنه فقد البصر ولا يلحق به العور والعشي ، ومنه عدم وجدان السلاح وآلات القتال. ومن الثاني الرق والدين الحالّ بلا إذن رب الدين ومن أحد أبويه في الحياة ليس له الجهاد إلا بإذنه إلا إذا كان كافرا. والباقي واضح إلى قوله (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ) وبه سميت بيعة الرضوان ويبايعونك حكاية الحال الماضية والشجرة كانت سمرة. وقيل: سدرة روي أنها عميت عليهم من قابل فلم يدروا أين ذهبت. وعن جابر بن عبد الله: لو كنت أبصر لأريتكم مكانها (فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ) من خلوص النية (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ) الطمأنينة والأمن عليهم (وَأَثابَهُمْ) جازاهم عن الإخلاص في البيعة (فَتْحاً قَرِيباً) هو فتح خيبر غب انصرافه من الحديبية كما ذكرناه. وقيل: هو فتح مكة (وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها) هي مغانم خيبر وكانت أرضا ذات عقار وأموال فقسمها عليهم (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً) هي التي أصابوها مع النبي صلىاللهعليهوسلم أو بعده إلى يوم القيامة (فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ) يعني غنيمة خيبر (وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ) يعني أيدي أهل خيبر وحلفائهم من أسد وغطفان جاؤا لنصرتهم فقذف الله الرعب في قلوبهم وقيل: أيدي أهل مكة بالصلح. وقيل: أيدي اليهود حين خرجتم وخلفتم عيالكم بالمدينة وهمت اليهود بهم فمنعهم الله قوله (وَلِتَكُونَ آيَةً) أي لتكون هذه الغنيمة المعجلة دلالة على ما وعدهم الله من الغنائم ، أو دلالة على صحة النبوة من حيث إنه أخبر بالفتح القريب وقد وقع مطابقا. وقيل: الضمير للكف والتأنيث لأجل تأنيث الخبر ، أو بتقدير الكفة ويهديكم ويثبتكم ويزيدكم بصيرة.
قوله (وَأُخْرى) أي وعدكم الله مغانم أخرى. عن ابن عباس: هي فتوح فارس