وأموالهم إلا بحقها» (١) أي إلا بحق هذه الكلمة. ومن حقها أداء الزكاة والصلاة فكذلك حق اليقين الاعتراف بما قال الله سبحانه في شأن الأزواج الثلاثة. وعلى هذا يحتمل أن يكون اليقين بمعنى الموت كقوله (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: ٩٢] وقال أهل اليقين: للعلم ثلاث مراتب: أولها علم اليقين وهو مرتبة البرهان ، وثانيها عين اليقين وهو أن يرى المعلوم عيانا فليس الخبر كالمعاينة ، وثالثها حق اليقين وهو أن يصير العالم والمعلوم والعلم واحدا. ولعله لا يعرف حق هذه المرتبة إلا من وصل إليها كما أن طعم العسل لا يعرفه إلا من ذاقه بشرط أن لا يكون مزاجه ومذاقه فاسدين. روى جمع من المفسرين أن عثمان بن عفان دخل على ابن مسعود في مرضه الذي مات فيه فقال له: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي. قال: ما تشتهي؟ قال: رحمة ربي. قال: أفلا ندعو الطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: أفلا نأمر بعطائك؟ قال: لا حاجة لي فيه. قال: تدفعه إلى بناتك. قال: لا حاجة لهن فيه قد أمرتهن أن يقرأن سورة الواقعة فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «من قرأ سورة الواقعة كل يوم لم تصبه فاقة أبدا»
__________________
(١) رواه البخاري في كتاب الإيمان باب ١٧ ، ٢٨ مسلم في كتاب الإيمان حديث ٣٢ ـ ٣٦ أبو داود في كتاب الجهاد باب ٩٥ الترمذي في كتاب تفسير سورة ٨٨ النسائي في كتاب الزكاة باب ٣ ابن ماجه في كتاب الفتن باب ١ ـ ٣ الدارمي في كتاب السير باب ١٠ أحمد في مسنده (٤ / ٨)