اقتبس من لفظ الحديث «اعملوا ، كلّ ميسّر لما خلق له» (١).
وأما التضمين فهو : أن يضمّن الشعر شيئا من شعر الغير مع التنبيه عليه إن لم يكن مشهورا عند البلغاء ، كقول بعض المتأخرين ، قيل : هو ابن التّلميذ الطبيب النصراني : [هبة الله بن صاعد]
كانت بلهنية الشّبيبة سكرة |
|
فصحوت واستبدلت سيرة مجمل (٢) |
وقعدت أنتظر الفناء كراكب |
|
عرف المحلّ ؛ فبات دون المنزل |
البيت الثاني لمسلم بن الوليد الأنصاري (٣). وقول عبد القاهر بن طاهر التميمي :
إذا ضاق صدري وخفت العدى |
|
تمثّلت بيتا بحالي يليق (٤) |
«فبالله أبلغ ما أرتجي |
|
وبالله أدفع ما لا أطيق» |
وقول ابن العميد :
وصاحب كنت مغبوطا بصحبته |
|
دهرا ، فغادرني فردا بلا سكن (٥) |
هبت له ريح إقبال ، فطار بها |
|
نحو السرور ، وألجاني إلى الحزن |
كأنه كان مطويّا على إحن |
|
ولم يكن في ضروب الشعر أنشدني |
«إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا |
|
من كان يألفهم في المنزل الخشن» |
البيت لأبي تمام (٦).
وكقول الحريري :
على أني سأنشد عند بيعي : |
|
«أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا» (٧) |
المصراع الأخير ، قيل : «هو للعرجيّ ، وقيل : لأميّة بن أبي الصّلت ، وتمام البيت :
__________________
(١) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٩٢ ، باب ٣ ، ٤ ، ٥ ، والأدب باب ١٢٠ ، والقدر باب ٥٤ ، ومسلم في القدر حديث ٦ ، ٧ ، ٨.
(٢) البيتان من الكامل ، وهما في الإشارات والتنبيهات ص ٢٨٩.
(٣) البيت في ديوان مسلم بن الوليد ص ٣٣٨.
(٤) البيتان في الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ٢ / ٥١٢.
(٥) الأبيات من البسيط ، وهي في الإشارات والتنبيهات ص ٤٣١.
(٦) البيت لم أجده في ديوان أبي تمام شرح التبريزي.
(٧) البيت من الوافر ، وهو في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩٠.