«ليوم كريهة وسداد ثغر» (١)
ولا حاجة إلى تقديره ؛ لتمام المعنى بدونه.
ومثله قول الآخر :
قد قلت لما اطّلعت وجناته |
|
حول الشّقيق الغضّ روضة آس (٢) |
أعذاره السّاري العجول ترفّقا |
|
ما في وقوفك ساعة من باس |
المصراع الأخير لأبي تمام. وكقول الآخر :
كنّا معا أمس في بؤس نكابده |
|
والعين والقلب منّا في قذى وأذى (٣) |
والآن أقبلت الدّنيا عليك بما |
|
تهوى ، فلا تنسني ، إنّ الكرام إذا |
أشار إلى بيت أبي تمام ، ولا بدّ من تقدير الباقي منه ؛ لأن المعنى لا يتم بدونه.
وقد علم بهذا أن تضمين ما دون البيت ضربان.
وأحسن وجوه التضمين : أن يزيد المضمّن في الفرع عليه في الأصل بنكتة ، كالتورية والتشبيه في قول صاحب التحبير (٤) :
إذا الوهم أبدى لي لماها وثغرها |
|
تذكّرت ما بين العذيب وبارق (٥) |
ويذكرني من قدّها ومدامعي |
|
مجرّ عوالينا ومجرى الوابق |
المصراعان الأخيران لأبي الطيب (٦).
__________________
(١) البيت للعرجي في ديوانه ص ٣٤ ، ولسان العرب (سدد) ، (ضيع) ، وتاج العروس (سدد) ، (ضيع) ، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ١٢ / ٢٧٧ ، ومقاييس اللغة ٣ / ٦٦ ، ومجمل اللغة ٣ / ٦٠ ، وديوان الأدب ٣ / ٩٠.
(٢) البيتان لأبي العباس محمد بن إبراهيم في المطوّل شرح تلخيص مفتاح العلوم ص ٧٢٦.
(٣) البيتان بلا نسبة في المطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ص ٧٢٧.
(٤) صاحب التحبير : هو ابن أبي الإصبع المصري ، عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن عبد الله بن محمد القيرواني ثم المصري ، أبو محمد الشاعر المعروف بابن أبي الإصبع ، توفي سنة ٦٥٤ ه ، له من المصنفات : بدائع القرآن ، تحرير التحبير في علم البديع ، خواطر السوانح في أسرار الفواتح ، وغير ذلك. (كشف الظنون ٥ / ٥٨٥).
(٥) البيتان من الطويل ، وهما في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩٠.
(٦) يشير إلى قول المتنبي :
تذكرت ما بين العذيب وبارق |
|
مجرّ عوالينا ومجرى السوابق |
والبيت في ديوان المتنبي ٢ / ١٤٦.