(٧) وقال النابغة الذبيانىّ يرثى أخاه من أمه :
حسب الخليلين نأى الأرض بينهما |
|
هذا عليها وهذا تحتها بالى (١) |
(٨) وقال الطّغرائىّ :
يا واردا سؤر عيش كلّه كدر |
|
أنفقت عمرك فى أيّامك الأول (٢) |
(٩) لا الدمع غاض ولا فوادك سالى |
|
نزل الحمام عرينة الرّئبال (٣) |
(١٠) وقالت زينب بنت الطّثريّة (٤) ترثى أخاها :
وقد كان يروى المشرفىّ بكفّه |
|
ويبلغ أقصى حجرة الحىّ نائله (٥) |
(١١) وقال أبو الطيب.
أعزّ مكان فى الدّنا سرج سابح |
|
وخير جليس فى الزمان كتاب (٦) |
(١٢) العين عبرى والنّفوس صوادى |
|
مات الحجا وقضى جلال النّادى (٧) |
(١٣) وقال رجل من بنى أسد فى الهجاء :
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله |
|
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصّبرا (٨) |
(١٤) وقال عمارة اليمنىّ (٩) :
وغدر الفتى فى عهده ووفائه |
|
وغدر المواضى فى نبوّ المضارب (١٠) |
__________________
(١) حسب الخليلين : أى كفاهما ، والنأى : البعد ، والبالى : الممزق الأعضاء ، يقول : كفانى وأخى حيلولة الأرض بيننا ، فأنا حى فوقها وهو بالى الجسم تحتها ، وهذا نهاية البعد.
(٢) سؤر العيش : بقيته.
(٣) الحمام : الموت ، والعرينة : مأوى الأسد ، والرئبال : الأسد.
(٤) أبوها الصمة ، والطثرية أمها ، ويزيد أخوها ، وهى شاعرة مجيدة من شواعر الإسلام ، ولها فى أخيها يزيد مراث جيدة.
(٥) المشرفى : السيف ، الحجرة : الناحية ، النائل : العطاء ؛ تقول : إنه كان عظيم البأس كثير الجود.
(٦) الدنا : جمع دنيا ، السابح : الفرس السريع الجرى ، يقول : سرج الفرس أعز مكان ؛ لأن صاحبه يجاهد عليه فى طلب المعالى ، والكتاب خير جليس لأنه مأمون الأذى.
(٧) عبرى : باكية ، الصوادى : جمع صادية أى ظمأى ، الحجا : العقل ، قضى : مات.
(٨) الصبر بكسر الباء : عصارة شجر مر ، يقول : لا تظن أن طريق المجد سهل يسلكه أمثالك ، كلا ، إن دون المجد صعابا لا يتغلب عليها إلا ذوو الهمم العالية.
(٩) مؤرخ ثقة وشاعر فقيه أديب ، قدم مصر سنة ٥٥٠ ه فأحسن الفاطميون إليه فأقام عندهم ومدحهم ولم يزل مواليا لهم حتى دالت دولتهم ، ثم تآمر هو وسبعة من المصريين على مقاومة السلطان صلاح الدين ، فصلبه معهم سنة ٥٦٩ ه وله ديوان شعر كبير.
(١٠) المواضى : السيوف القاطعة ، نبو المضارب : عدم قطعها.