.................................................................................................
__________________
ـ قال أدخل معك في جملة النساء على الفيطوان ، فإذا خرجن من عندك ودخل عليك ضربته بالسيف حتى يبرد.
قالت : افعل!
فتزيّا بزيّ النساء ، معها ، فلما خرج النساء من عندها دخل الفيطوان عليها ، فشدّ عليه مالك بن العجلان بالسيف وضربه حتى قتله وخرج هاربا حتى قدم الشام ، فدخل على ملك من ملوك غسّان يقال له أبو جبيلة ، فعاهده أبو جبيلة أن لا يقرب امرأة ولا يمسّ طيبا ولا يشرب خمرا حتى يسير إلى المدينة ويذلّ من بها من اليهود ، وأقبل سائرا من الشام في جمع كثير مظهرا أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة ونزل بذي حرض (١٠٢). ثم أرسل إلى الأوس والخزرج أنه على المكر باليهود عازم على قتل رؤسائهم ، وأنه يخشى متى علموا بذلك أن يتحصّنوا في آطامهم (١٠٣) وأمرهم بكتمان ما أسرّه إليهم.
ثم أرسل إلى وجوه اليهود أن يحضروا طعامه ليحسن إليهم ويصلهم ، فأتاه وجوههم وأشرافهم ومع كل واحد منهم خاصته وحشمه. فلما تكاملوا أدخلهم في خيامه ثم قتلهم عن آخرهم ، فصارت الأوس والخزرج من يومئذ أعزّ أهل المدينة ، وقمعوا اليهود ، وسار ذكرهم ، وصار لهم الأموال والآطام ،
__________________
(١٠٢) ذو حرض : واد بالمدينة عند أحد. قال حكيم بن عكرمة يتشوق المدينة
إلى أحد فذي حرض فمبنى |
|
قباب الحيّ من كنفي صرار |
وقال زهير بن أبي سلمى :
أمن آل سلمى عرفت الطلولا |
|
بذي حرض مائلات مثولا |
(١٠٣) الأطام : القلاع والحصون.