.................................................................................................
__________________
كهول من بني قريظة أتلفتهم |
|
سيوف الخزرجية والرماح |
ولو أذنوا بأمرهم لحالت |
|
هنالك دونهم حرب رداح |
ثم انصرف أبو جبيلة راجعا إلى الشام وقد ذلّل الحجاز والمدينة للأوس والخزرج ، فعندها تفرّقوا في عالية المدينة وسافلتها ، فكان منهم من جاء إلى القرى العامرة ، فأقام مع أهلها قاهرا لهم ، ومنهم من جاء إلى عفا من الأرض لا ساكن فيه فبنى فيه ونزل ، ثم اتخذوا بعد ذلك القصور والأموال والآطام ، فلما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكة إلى المدينة مهاجرا ، أقطع الناس الدور والرباع ، فخطّ لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد فكان لعبد الرّحمن بن عوف (١٠٥) الحصن المعروف به ، وجعل لعبد الله (١٠٦) وعتبة ابني
__________________
(١٠٥) عبد الرحمن بن عوف : بن عبد عوف بن عبد الحارث ، أبو محمد الزهري القرشي ، صحابي ومن أكابرهم ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل الخليفة عمر بن الخطاب رضياللهعنه الخلافة فيهم ، وأحد السابقين إلى الإسلام ، قيل : هو الثامن. ولد سنة ٤٤ ق. ه الموافق ٥٨٠ م ، وكان من الأجواد الشجعان العقلاء ، اسمه في الجاهلية عبد الكعبة ، أو عبد عمرو وسماه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الرحمن ، ولد بعد الفيل بعشر سنين ، وأسلم وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ، وجرح يوم أحد ٢١ جراحة ، وأعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا ، وكان يحترف التجارة والبيع والشراء ، فاجتمعت له ثروة كبيرة ، وتصدق يوما بقافلة ، فيها سبع مئة راحلة ، تحمل الحنطة والدقيق والطعام ، ولما حضرته الوفاة أوصى بألف فرس وبخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وله ٦٥ حديثا ، توفي في المدينة سنة ٣٢ ه الموافق ٦٥٢ م ، (انظر : صفة الصفوة : ١ / ١٣٥ ، وحلية الأولياء : ١ / ٩٨ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٢٥٧ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٨٦ ، والرياض النضرة : ٢ / ٢٨١ ـ ٢٩١ ، والجمع بين رجال الصحيحين :
٢٨١ ، والإصابة الترجمة رقم : ٥١٧١ ، والأعلام : ٣ / ٣٢١).
(١٠٦) عبد الله بن مسعود : بن غافل بن حبيب الهذلي ، أبو عبد الرحمن ، صحابي من أكابرهم فضلا وعقلا وقربا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو من أهل مكة ، ومن السابقين إلى الإسلام ، وأول من جهرا