.................................................................................................
__________________
فلم تزل مملكتهم قائمة إلى أن قتل دارا آخر ملوكهم ، ثم قتل منهم خلق كثير ، فذلوا وانقطع ملكهم.
وقال يزدجرد بن مهبندار : تقول العجم : إن الضحاك الملك الذي كان له بزعمهم ثلاثة أفواه وست أعين ، بنى مدينة بابل العظيمة ، وكان ملكه ألف سنة إلا يوما واحدا ونصفا ، وهو الذي أسره أفريدون الملك وصيّره في جبل دنياوند ، واليوم الذي أسره فيه يعده المجوس عيدا ، وهو المهرجان.
قال : فأما الملوك الأوائل أعني ملوك النبط (١٣٠) وفرعون (١٣١) إبراهيم كانوا نزلا ببابل ، وكذلك بخت نصّر ، الذي يزعم أهل السّير أنه ممن ملك الأرض بأسرها ، انصرف بعدما أحدث ببني إسرائيل ما أحدث إلى بابل فسكنها.
قال أبو المنذر هشام بن محمد : إن مدينة بابل كانت إثني عشر فرسخا في مثل ذلك ، وكان بابها مما يلي الكوفة ، وكان الفرات يجري ببابل حتى صرفه بخت نصّر إلى موضعه الآن مخافة أن يهدم عليه سور المدينة ، لأنه كان يجري معه.
__________________
(١٣٠) النبط : قبائل بدوية عربية كانت لا تزال رحّالة حتى القرن ٤ ق. م. استوطنت جنوب فلسطين ، واتخذوا مدينة الأدوميين عاصمة لهم لحصانتها ، ظهروا لأول مرة عندما صدوا هجمات القائد السلوقي انتيغونس ٣١٢ ق. م. تدل آثارهم على حضارة هلنستية زاهية ، قضى عليهم الامبراطور ترايانس سنة ١٠٦ م.
(١٣١) الفراعنة : أولهم : سنان بن الأشل بن علوان بن العبيد بن عريج بن عمليق بن يلمع بن عابد ابن أسليما بن لوذ بن سام بن نوح ، ويكنى أبا العباس ، وهو فرعون إبراهيم. والثاني الريان بن الوليد بن ليث بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع ، وهو فرعون يوسف ، والثالث : الوليد بن مصعب بن أبي أهون بن الهلواث بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع ، وهو فرعون موسى. قال : كان فرعون يوسف جد فرعون موسى واسمه برخوز. (المحبر : ٤٦٦ ـ ٤٦٧).