.................................................................................................
__________________
قال : ومدينة بابل بناها بيوراسب الجبار ، واشتق اسمها من اسم المشتري ، لأن بابل باللسان البابلي الأول اسم للمشتري ، ولما استتمّ بناؤها جمع إليها كل من قدر عليه العلماء وبنى لهم إثني عشر قصرا ، على عدد البروج ، وسماها بأسمائهم ، فلم تزل عامرة حتى كان الإسكندر ، وهو الذي خربها.
حدّث أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري في كتاب المجالس من تصنيفه : حدثنا إسماعيل بن يونس ومحمد بن مهران ، قالا : حدثنا عمرو بن ناجية ، حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب عن أنس بن مالك قال :
لما حشر الله الخلائق إلى بابل ، بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية ، فجمعهم إلى بابل ، فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له ، إذ نادى مناد : من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره فاقتصد البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء ، فقام يعرب بن قحطان ، فقيل له ، يا يعرب بن قحطان بن هود أنت هو ، فكان أول من تكلم بالعربية ، ولم يزل المنادي ينادي : من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا ، حتى افترقوا على إثنين وسبعين لسانا ، وانقطع الصوت ، وتبلبلت الألسن ، فسميت بابل ، وكان اللسان يومئذ بابليّا ، وهبطت ملائكة الخير والشر ، وملائكة الحياء والإيمان ، وملائكة الصحة والشفاء ، وملائكة الغنى ، وملائكة الشرف ، وملائكة المروءة ، وملائكة الجفاء ، وملائكة الجهل ، وملائكة السيف ، وملائكة البأس ، حتى انتهوا إلى العراق.