.................................................................................................
__________________
في مغارة يصعد إليها من الأرض بسلّم مقدار ثلاثمائة ذراع.
قال : فرأيتهم ثلاثة عشر رجلا وفيهم غلام أمرد (٤٢) ، عليهم جباب (٤٣) صوف وأكسية صوف ، وعليهم خفاف ونعال ، فتناولت شعرات من جبهة أحدهم فمددتها فما منعني منها شيء ، والصحيح أن أصحاب الكهف سبعة ، وإنّما الروم زادوا الباقي من عظماء أهل دينهم ، وعالجوا أجسادهم بالصبر وغيره على ما عرفوه.
وروي عن عبادة بن الصّامت (٤٤) قال : بعثني أبو بكر الصديق رضياللهعنه سنة استخلف إلى ملك الروم أدعوه إلى الإسلام أو أوذنه بحرب ، قال : فسرت حتى دخلت بلاد الروم ، فلما دنوت إلى قسطنطينية لاح لنا جبل أحمر قيل إن فيه أصحاب الكهف والرقيم ، ودفعنا فيه إلى دير ، وسألنا أهل الدير عنهم ، فأوقفونا على سرب في الجبل ، فقلنا لهم :
ـ أنّا نريد أن ننظر إليهم.
__________________
(٤٢) أمرد : مصدر مرد : مرد الشاب مردا مرودة : لم تنبت لحيته ، أو أبطأ نبات وجهه فهو أمرد ، الجمع : مرد.
(٤٣) الجباب : المفرد : جبة أي : ثوب طويل واسع الكمّين ، مشقوق المقدّم يلبس فوق الثياب.
(٤٤) عبادة بن الصامت : بن قيس الأنصاري الخزرجي ، أبو الوليد ، صحابي ، من الموصوفين بالورع ، شهد العقبة ، وكان أحد النقباء ، وشهد بدرا وسائر المشاهد ، ثم حضر فتح مصر. وعباد ابن الصامت أول من ولي القضاء بفلسطين ، مات بالرملة أو ببيت المقدس سنة ٣٤ ه الموافق ٦٥٤ م. روى ١٨١ حديثا ، اتفق الإمام البخاري والإمام مسلم على ستة منها ، وكان من سادات الصحابة. (انظر : حسن المحاضرة : ١ / ٨٩ ، والمحبر : ٢٧٠ ، وتهذيب التهذيب : ٥ / ١١١ ، والإصابة في تمييز الصحابة الترجمة رقم : ٤٤٨٨ ، وخلاصة تذهيب الكمال : ١٥٩ ، وتهذيب ابن عساكر : ٧ / ٢٠٦ ، والأعلام : ٣ / ٢٥٨).