.................................................................................................
__________________
أمر مصر لما قتلوا موسى بن مصعب (٦٩) يصف مصر وجلالتها.
ومصر خزانة أمير المؤمنين التي يحمل عليها حمل مؤنة ثغوره وأطرافه ، ويقوّت بها عامّة جنده ورعيته مع اتصالها بالمغرب ، ومجاورتها أجناد الشام ، وبقية من بقايا العرب ، ومجمع عدد الناس فيما يجمع من ضروب المنافع والصناعات ، فليس أمرها بالصغير ، ولا فسادها بالهين ، ولا ما يلتمس به صلاحها بالأمر الذي يصير له على المشقّة ويأتي بالرّفق.
وقد هاجر إلى مصر جماعة من الأنبياء وولدوا ودفنوا بها. منهم :
__________________
صاحب الديارات نماذج منه ، وله محاضرات مع العلماء ، شجاعا كثير الغزوات ، يلقب بجبّار بني العباس ، حازما كريما متواضعا ، يحج سنة ويغزو سنة ، لم ير خليفة أجود منه ، ولم يجتمع على باب خليفة ما اجتمع على بابه من العلماء والشعراء والكتاب والندماء ، وكان يطوف أكثر الليالي متنكرا. توفي سنة ١٩٣ ه الموافق ٨٠٩ م ، ومدة ولايته ٢٣ سنة ، (انظر : البداية والنهاية : ١٠ / ٢١٣ ، وتاريخ اليعقوبي : ٣ / ١٣٩ ، والذهب المسبوك للمقريزي : ٤٧ ـ ١٥٨ والكامل لابن الأثير : ٦ / ٦٩ ، وتاريخ الطبري : ١٠ / ٤٧ ـ ١١٠ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٣٣١ ، والبدء والتاريخ : ٦ / ١٠١ ، وتاريخ بغداد : ١٤ / ٥ ، وتراجم إسلامية : ١١ ، والديارات : ١٤٤ ـ ١٤٦ ، والأعلام : ٨ / ٦٢).
(٦٩) موسى بن مصعب : الخثعمي ، أمير من القواد في العصر العباسي ، ولي مصر سنة ١٦٧ ه ، للمهدي ، وتشدد في طلب الخراج ، فنقم عليه الحند والناس ، ثم ثار بعض أهل مصر ، فقاتلهم بالجند ، فانهزم جنده وقتل هو في مكان يقال له (العريرا) سنة ١٦٨ ه الموافق ٧٨٥ م ، قال ابن تغري بردي : كان ظالما غاشما من شرّ ملوك مصر. (انظر : الولاة والقضاة : ١٢٤ ، والنجوم الزاهرة : ٢ / ٥٤).