.................................................................................................
__________________
قال عباس بن مرداس السلمي (٦٥) في وصف أهالي مصر :
إذا جاء باغي الخير قلن بشاشة |
|
له بوجوه كالدنانير : مرحبا (٦٦) |
وأهلا ولا ممنوع خير تريده ، |
|
ولا أنت تخشى عندنا أن تؤنّبا (٦٧) |
وفي رسالة لمحمد بن زياد الحارثي إلى الرشيد (٦٨) يشير عليه في
__________________
(٦٥) العباس بن مرداس : بن أبي عامر السلمي ، من مضر ، أبو الهيثم ، شاعر فارس ، من سادات قومه ، أمه الخنساء الشاعرة ، أدرك الجاهلية والإسلام ، وأسلم قبيل فتح مكة ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، ويدعى فارس العبيد وهو فرسه ، كان بدويا قحا ، لم يسكن مكة ولا المدينة ، وإذا حضر الغزو مع النبي صلىاللهعليهوسلم لم يلبث بعده أن يعود إلى منازل قومه ، وكان ينزل في بادية البصرة وبيته في عقيقها. قيل : قدم دمشق ، وابتنى بها دارا ، وكان ممن ذمّ الخمر وحرمها في الجاهلية ، ومات في خلافة عمر سنة ١٨ ه الموافق ٦٣٩ م ، (انظر : شرح شواهد المغني : ٤٤ ، وتهذيب التهذيب : ٥ / ١٣٠ ، والإصابة : الترجمة رقم : ٤٥٠٢ ، وطبقات ابن سعد : ٤ / ١٥ ، وسمط اللآلي : ٣٢ ، وخزانة الأدب : ١ / ٧٣ ، وتهذيب ابن عساكر : ٧ / ٢٥٥ ، وحسن الصحابة : ١٠٧ ، والشعر والشعراء : ١٠١ ، والروض الأنف : ٢ / ٢٨٣ ، والمحبر ٢٣٧ و ٤٧٣ ، ورغبة الآمل : ٦ / ١٢٦ ، والأعلام : ٣ / ٢٦٧).
(٦٦) الباغي : مصدر بغي : الظالم.
(٦٧) تؤنبا : مصدر أنب ، أي : عنف ولام ، ووبخ ، وردّ أقبح رد.
(٦٨) الرشيد : أي هارون الرشيد بن محمد المهدي ابن المنصور العباسي أبو جعفر ، خامس خلفاء الدولة العباسية في العراق وأشهرهم ، ولد بالرّي سنة ١٤٩ ه الموافق ٧٦٦ م ، لما كان أبوه أميرا عليها وعلى خرسان ، ونشأ في دار الخلافة ببغداد ، ولاه أبوه غزو الروم في القسطنطينية ، فصالحته الملكة ايريني وافتدت منه مملكتها بسبعين ألف دينار تبعث بها إلى خزانة الخليفة في كل عام ، وبويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة ١٧٠ ه فقام بأعبائها ، وازدهرت الدولة في أيامه ، واتصلت المودة بينه وبين ملك فرنسة كارلوس الكبير الملقب بشارلمان ، فكانا يتهاديان التحف ، وكان الرشيد عالما بالأدب وأخبار العرب والحديث والفقه ، فصيحا ، له شعر أورد