.................................................................................................
__________________
قال : نعم خرجت وأنا في عنفوان شبيبتي (١١٤) ، في أغيلمة (١١٥) من الحيّ ، ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صيته فينا ، وكثرة من يذكره منّا ، فسرنا في بلاد الأحقاف أياما ، ومعنا رجل قد عرف الموضع ، فانتهينا إلى كثيب (١١٦) أحمر ، فيه كهوف كثيرة ، فمضى بنا الرجل إلى كهف منها ، فدخلناه فأمعنّا فيه طويلا ، فانتهينا إلى حجرين ، قد أطبق أحدهما على الآخر ، وفيه خلل يدخل منه الرجل النّحيف متجانفا (١١٧) ، فدخلته ، فرأيت رجلا على سرير شديد الأدمة (١١٨) ، طويل الوجه ، كثّ اللحية ، وقد يبس على سريره ، فإذا مسست شيئا من بدنه أصبته صليبا ، لم يتغيّر ، ورأيت عند رأسه كتابا بالعربية :
أنا هود النّبيّ الذي أسفت على عاد بكفرها ، وما كان لأمر الله من مردّ.
فقال لنا علي بن أبي طالب رضياللهعنه : كذلك سمعته من أبي القاسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١١٩).
__________________
(١١٤) عنفوان شبيبتي : أول شبابي ، في نشاطي وحدّته.
(١١٥) أغيلمة : تصغير غلام.
(١١٦) الكثيب : التل من الرّمل ، الجمع : أكثبة وكثبان ، وكثب.
(١١٧) المتجانف : المائل.
(١١٨) الأدمة : السّمرة.
(١١٩) معجم البلدان : ١ / ١١٥ ـ ١١٦.