.................................................................................................
__________________
الحضرمي قد حالف بني نفّاثة وهم حلفاء حرب بن أمية ، وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم ، وكان يكنّى أبا مطر فقال حرب :
أبا مطر هلمّ إلى الصلاح |
|
فيكفيك النّدامى من قريش |
وتنزل بلدة عزّت قديما ، |
|
وتأمن أن يزورك ربّ جيش |
فتأمن وسطهم وتعيش فيهم ، |
|
أبا مطر هديت ، بخير عيش |
ألا ترى كيف يؤمّنه إذا كان بمكة؟
ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم عليهالسلام ، ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن يوقره دين ولا يزينه أدب ، وكانوا يختنون أولادهم ، ويحجون البيت ، ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ، ويغتسلون من الجنابة ، وتبرأوا من الهربذة (٢٧) ، وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيرة وبعدا من المجوسية (٢٨) ، ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم ، وكانوا يتزوجون بالصّداق والشهود ، ويطلقون ثلاثا ، ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال :
كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ، ثم هو أحقّ بها ، فإن طلقها اثنتين فهو أحق بها أيضا ، فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها ، ولذلك قال الأعشى (٢٩).
__________________
(٢٧) الهربذة : سار سيرا.
(٢٨) المجوس : قوم يعبدون النار والشمس والقمر.
(٢٩) ديوان الاعشى.