.................................................................................................
__________________
فأخرجنا منها المليك بقدرة ، |
|
كذلك ما بالناس تجري المقادر |
نصرنا أحاديثا وكنا بغبطة |
|
كذلك عضتنا السنون الغوابر |
وبدّلنا كعب بها دار غربة |
|
بها الذئب يعوي والعدوّ المكاثر |
فسحّت دموع العين تجري ليلدة |
|
بها حرم أمن وفيها المشاعر |
ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر ، حتى كان آخرهم حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي ، وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم (٥١) وبيوتات متفرقة حوالي الحرم ، إلى أن أدرك قصي بن كلاب بن مرة وتزوج حبّى بنت حليل بن حبشية ، وولدت له بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ، ثم هلك حليل بن حبشية ، وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت ، وأشرك معه غبشان الملكاني ، فيقال إن قصيا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت منه بدنّ (٥٢) خمر ، وأشهد عليه وأخرجه من البيت ، وتملّك حجابته ، وصار ربّ الحكم فيه.
فقصيّ أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل ، وذلك في أيام المنذر بن النعمان على الحيرة ، والملك لبهرام جور في الفرس ، فجعل قصي مكة أرباعا ، وبنى بها دار النّدّوة فلا تزوج امرأة إلا في دار الندوة ، ولا يعقد لواء ، ولا يعذر غلام ، ولا تدرّع جارية إلا فيها ، وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر ، فكانت قريش تؤدي الرفادة إلى قصي. وهو
__________________
(٥١) الصرم : القطعة من الشيء.
(٥٢) الدّنّ : الجرة الضخمة للخمر والزيت والخل وغيرها ، الجمع : دنان.