.................................................................................................
__________________
خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم ، وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة ، وفيهم يقول الشاعر :
ولا يريمون في التعريف موقعهم |
|
حتى يقال أجيزوا آل صوفانا |
ثم أخذتها منهم خزاعة ، وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان ، وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيّارة أحد بني سعد بن وابش بن زيد بن علوان وله يقول الراجز :
خلوا السبيل عن أبي سيّاره |
|
وعن مواليه بني فزاره |
حتى يجيز سالما وجماره |
|
مستقبل الكعبة يدعو جاره |
وكانت صورة الإجازة أن يتقدّمهم أبو سيّارة على حماره ثم يخطبهم فيقول :
اللهم أصلح بين نسائنا ، وعاد بين رعائنا ، واجعل المال في سمحائنا ، وأوفوا بعهودكم ، وأكرموا جاركم ، وأقرّوا ضيفكم ، ثم يقول : اشرق ثبير كيما نغير. ثم ينفذ ويتبعه الناس.
فلما قوي قصي أتى أبا سيارة وقومه فمنعه من الإجازة ، وقاتلهم عليها ، فهزمهم وصار إلى قصيّ البيت ، والرّفادة ، والسقاية ، والندوة ، واللواء.
ولما كبر قصيّ ورقّ عظمه ، جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار (٥٣) لأنه أكبر ولده ، وهلك قصيّ وبقيت قريش على ذلك زمانا ، ثم إن
__________________
(٥٣) عبد الدار : بن قصي بن كلاب بن مرة ، من قريش ، جد جاهلي ، كان يعد من حمق المنجبين ،