٢٩ ـ حاشا
اسم يأتي بمعنى التنزيه ، كقوله [تعالى] : (حاشَ لِلَّهِ) (يوسف : ٥١) ، بدليل [قول بعضهم] (١) : «حاشا لله» بالتنوين (٢) ، كما قيل : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ) (التوبة : ١) من كذا ، أي حاشا لله بالتنوين كقولهم (٣) : رعيا لزيد. وقراءة ابن مسعود (٤) حاشا الله بالإضافة ، فهذا مثل سبحان الله ، ومعاذ الله.
وقيل : [فعل] (٥) بمعنى (٦) جانب يوسف المعصية (٦) لأجل الله ، وهذا لا يتأتى في : (حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً) (يوسف : ٣١). قال الفارسيّ (٧) : وهو فاعل ، من الحشا الذي هو الناحية ، أي صار في ناحية ، أي بعد مما رمي به وتنحّى عنه فلم يغشه ولم يلابسه.
فإن قلت : إذا قلنا باسميّة «حاشا» ، فما وجه ترك التنوين في قراءة الجماعة (٨) وهي غير مضافة؟ قلت : قال ابن مالك : والوجه أن تكون «حاشى» المشبّهة بحاشى الذي هو حرف ، وأنه شابهه لفظا ومعنى ، فجرى مجراه في البناء.
٣٠ ـ حتّى
ك «إلى» لكن يفترقان ؛ في أنّ ما بعد «حتى» يدخل في حكم ما قبلها [قطعا] (٩) ، كقولك : قام القوم حتى زيد ؛ ف «زيد» هاهنا دخل في القيام ، ولا يلزم ذلك في قام القوم [٢٩٦ / ب] إلى (١٠) زيد. ولهذا قال سيبويه (١١) : «إنّ «حتى» تجري مجرى الواو «وثم» في التشريك».
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) وهي قراءة أبي السمال ذكرها أبو حيان في البحر المحيط ٥ / ٣٠٣.
(٣) في المخطوطة (كقوله بعد).
(٤) ذكرها أبو حيان في البحر المحيط ٥ / ٣٠٣.
(٥) ساقطة من المطبوعة.
(٦) تصحفت في المخطوطة إلى (جار الوصية يوسف).
(٧) هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار ، تقدم التعريف به في ١ / ٣٧٥.
(٨) وهي قوله تعالى (حاشَ لِلَّهِ) وللاستزادة من الفوائد ارجع إلى البحر المحيط ٣ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤.
(٩) ساقطة من المخطوطة.
(١٠) في المخطوطة (إلا).
(١١) في الكتاب ١ / ٩٦ هذا باب يحمل فيه الاسم على اسم بني عليه الفعل مرّة ...