٥١ ـ كلاّ
قال سيبويه (١) : «حرف (٢) ردع وزجر». قال الصّفّار (٣) : «إنها تكون اسما للرّد ، إما لردّ ما قبلها ، وإما لردّ ما بعدها ، كقوله تعالى : (كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (التكاثر : ٣ ـ ٤) ، هي ردّ لما قبلها ؛ لأنه لما قال : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ* حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) (التكاثر : ١ ـ ٢) ، كان إخبارا بأنهم لا يعلمون الآخرة ولا يصدقون بها ، فقال : (كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ) ، فلا يحسن الوقف عليها هنا إلا لتبيين ما بعدها ، ولو لم يفتقر لما بعدها لجاز الوقف. وقوله : (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ* كَلاَّ) (الهمزة : ٣ ـ ٤) ، هي ردّ لما قبلها ؛ فالوقف عليها حسن». انتهى.
وقال ابن الحاجب (٤) : «شرطه أن يتقدّم ما يردّ بها [ما] (٥) في غرض المتكلم ؛ (٦) سواء كان من كلام غير المتكلّم (٦) على سبيل الحكاية أو الإنكار ، أو من كلام غيره.
كقوله (٧) تعالى : (كَلاَّ) (القيامة : ١١) بعد قوله : (يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ) (القيامة : ١٠) [وقوله : (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ)] (٨) (المعارج : ١١).
وكقوله (٩) [تعالى] : (قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قالَ كَلاَّ) (الشعراء : ٦١ ـ ٦٢) (٨) [لأن قوله «قال» حكاية ما يقال بعد تقدم الأول عن الغير] (٨).
وكقولك (١٠) : أنا أهين العالم! كلاّ». انتهى.
وهي نقيض «إي» في الإثبات ، كقوله : (كَلاَّ لا تُطِعْهُ) (العلق : ١٩). وقوله :
__________________
(١) الكتاب ٤ / ٢٣٥ (باب عدّة ما يكون عليه الكلم).
(٢) في المخطوطة (كلمة).
(٣) هو القاسم بن علي البطليوسي تقدم التعريف به في ٢ / ٤٥١.
(٤) هو عثمان بن عمر تقدم التعريف به في ١ / ٤٦٦.
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) العبارة في المخطوطة (سواء إن كان من سبيل المتكلم).
(٧) في المخطوطة (فالأول كقوله).
(٨) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.
(٩) في المخطوطة (والثاني كقوله).
(١٠) في المخطوطة (والثالث كقولك).