(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً* كَلاَّ) (مريم : ٧٨ ـ ٧٩). [وقوله] (١) : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا* كَلاَّ) (مريم : ٨١ ـ ٨٢).
وتكون بمعنى «حقا» صلة لليمين ، كقوله : (كَلاَّ وَالْقَمَرِ) (المدثر : ٣٢). (كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) (الفجر : ٢١).
وقوله : (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين : ١٥) ، (كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (المطففين : ٧) ، (كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ [لَفِي عِلِّيِّينَ]) (١) (المطففين : ١٨) وأما قوله : (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ* كَلاَّ) (الهمزة : ٣ ـ ٤) ، فيحتمل الأمرين.
وقد اختلف القرّاء في الوقف عليها (٣) : فمنهم من يقف عليها أينما وقعت ، وغلّب عليها معنى الزجر. ومنهم من يقف دونها أينما وقعت ؛ ويبتدئ بها ، [وغلّب عليها معنى الزجر.
ومنهم من يقف دونها أينما وقعت ، ويبتدئ بها] (٤) ، وغلّب عليها أن تكون لتحقيق ما بعدها.
ومنهم من نظر إلى المعنيين ، فيقف عليها إذا كانت بمعنى الردع ، ويبتدئ بها إذا كانت بمعنى التحقيق (٥). وهو أولى.
ونقل ابن فارس (٦) عن بعضهم «أن «ذلك» و «هذا» نقيضان [ل «لا» ، وأن «كذلك» نقيض] (٧) ل «كلاّ» ، كقوله تعالى : (ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ) (محمد : ٤) على [معنى] (٨) : ذلك كما قلنا وكما فعلنا. ومثله : (هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ) (ص : ٥٥).
قال : ويدلّ على هذا المعنى دخول الواو بعد قوله : «ذلك» و «هذا» ؛ لأن ما بعد الواو
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٣) للوقوف على أقوال القراء انظر كتاب «شرح «كلا» و «بلى» و «نعم» والوقف على كل واحد منهن» لمكّي بن أبي طالب ، وكتاب مغني اللبيب لابن هشام ١ / ١٨٨ ـ ١٩٠ (كلاّ).
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٥) في المخطوطة زيادة وهي (بما بعدها).
(٦) هو أحمد بن فارس تقدم التعريف به في ١ / ١٩١. وانظر قوله في كتابه الصاحبي في فقه اللغة : ١٣٤ (كلاّ) بتصرف.
(٧) ما بين الحاصرتين زيادة من «الصاحبي» : ١٣٤.
(٨) ساقطة من المخطوطة.