أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) (النور : ٤٠) وقوله : (يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ) (الأحقاف : ٢٩)
ـ (الثاني) : أن يعود على مذكور في سياق الكلام ، مؤخر في اللفظ مقدم في النية ، كقوله تعالى : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً) (طه : ٦٧) وقوله : (وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) (القصص : ٧٨) وقوله : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) (الرحمن : ٣٩). ٤ / ٢٦
ـ (الثالث) : أن يدل اللفظ على صاحب الضمير بالتضمّن ، كقوله تعالى : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) (المائدة : ٨) فإنه عائد على «العدل» المفهوم من «اعدلوا». وقوله : (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ) (الأنعام : ١٢١) فالضمير يرجع للأكل لدلالة «تأكلوا». وقوله : (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ) (النساء : ٨) إلى قوله : (فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) (النساء : ٨) أي المقسوم ، لدلالة القسمة عليه. ويحتمل أن يعود على ما تركه الوالدان والأقربون ؛ لأنه مذكور ، وإن كان بعيدا.
ـ (الرابع) : [أن يدلّ عليه بالالتزام ، كإضمار النفس] (١) في قوله تعالى :
([فَلَوْ لا] (١) إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) (الواقعة : ٨٣) (كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) (القيامة : ٢٦) [يعني] (٢) أضمر النفس لدلالة ذكر الحلقوم والتراقي عليها. وقوله : (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) (ص : ٣٢) يعني الشمس. [وقيل] (٣) : بل سبق ما يدلّ عليها ، وهو (بِالْعَشِيِ) لأن العشيّ ما بين زوال الشمس وغروبها ، والمعنى : إذ عرض عليه بعد زوال الشمس حتى توارت الشمس بالحجاب. وقيل : فاعل (تَوارَتْ) ضمير (الصَّافِناتُ) ذكره ابن مالك (٤) ، وابن العربي (٥) في «الفتوحات» (٦)! ...
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) هو محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك جمال الدين أبو عبد الله ، تقدم التعريف به في ١ / ٣٨١.
(٥) هو محمد بن عبد الله بن محمد أبو بكر المعافري ، تقدم التعريف به في ١ / ١٦.
(٦) كذا في الأصول! وهو بعيد عن المراد ، ولعل الصواب «أحكام القرآن» ؛ لأن كتاب «الفتوحات» في التصوّف لا في علوم القرآن ، وانظر القول الذي ساقه الزركشي في «أحكام القرآن» ٤ / ١٦٤٨ في الكلام على سورة ص ، الآية الثامنة ، المسألة الرابعة.