بعض آيات الله استهزأ بجميعها. وقيل : «شيئا» بمعنى الآية ؛ لأن بعض الآيات آية.
وقد يعود الضمير على الصاحب المسكوت عنه لاستحضاره [٢٥٣ / ب] بالمذكور وعدم صلاحيته له ، كقوله : (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ) (يس : ٨) ، فأعاد الضمير للأيدي لأنها تصاحب الأعناق في الأغلال ، وأغنى ذكر الأغلال (١) عن ذكرها. ومثله قوله [تعالى] : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) (فاطر : ١١) ، أي من عمر غير المعمّر ، فأعيد الضمير على غير المعمّر ؛ لأن ذكر المعمّر يدل عليه لتقابلهما ، فكان يصاحبه الاستحضار الذهنيّ.
وقد يعود الضمير على بعض ما تقدم [له] (٢) ، كقوله تعالى : (فَإِنْ كُنَّ نِساءً) (النساء : ١١) ، بعد قوله : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) (النساء : ١١) وقوله : (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ) (البقرة : ٢٢٨) ؛ فإنه عائد على المطلّقات ؛ مع أن هذا خاصّ بالرّجعى ، وهل (٣) يقتضي ذلك تخصيص الأول؟ فيه خلاف أصوليّ. وقوله : (وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ) (التوبة : ٣٤) ؛ فإن الفضة بعض المذكور ، فأغنى ذكرها عن ذكر الجميع ؛ حتى كأنه قال : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ) (التوبة : ٣٤) ، أصناف ما يكنز.
وقد يعود على اللفظ الأوّل دون معناه ، كقوله تعالى : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) (فاطر : ١١) ، وقد سبق فيه وجه آخر.
٤ ـ / ٢٩ وقوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ) (السجدة : ٢٣) على أحد الأقوال.
ومما يتخرّج عليه : (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ) (البقرة : ٢٢٨) ، ويستراح من إلزام تخصيص الأول.
وقد يعود على المعنى ، كقوله في آية الكلالة : (فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ) (النساء : ١٧٦) ، ولم يتقدم لفظ مثنى يعود عليه الضمير من «كانتا» ، قال الأخفش (٤) : إنما يثنّى ،
__________________
(١) في المخطوطة (وأغنى عن ذكر الاعناق).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (وهذا يقتضي).
(٤) هو سعيد بن مسعدة أبو الحسن تقدم التعريف به في ١ / ١٣٤.