(المؤمنون : ١٣) ؛ فهذا لولده ، لأن آدم لم يخلق من نطفة. ومنه قوله تعالى : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (المائدة : ١٠١) ، قيل : نزلت في ابن حذافة (١) حين قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : من أبي؟ قال : حذافة ، فكان نسبه ، فساءه ذلك (٢) [٢٥٤ / ب] ، فنزلت : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ) (المائدة : ١٠١). وقيل : نزلت في الحج (٣) ، حين قالوا : أفي كل عام مرة؟ ثم قال : (وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها) (المائدة : ١٠١) ، يريد : إن تسألوا عن أشياء أخر من [أمور] (٤) دينكم بكم إلى علمها حاجة تبد لكم ، ثم قال : (قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ [مِنْ قَبْلِكُمْ]) (٥) (المائدة : ١٠٢) ، أي طلبها ، والسؤال عنها طلب ، فليست الهاء راجعة لأشياء متقدمة ، بل لأشياء أخر مفهومة من قوله : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ) (المائدة : ١٠١)
__________________
(١) هو عبد الله بن حذافة السهمي أبو حذافة ، وأمه بنت حرثان من بني الحارث ، من السابقين الأولين يقال شهد بدرا ، مات في خلافة عثمان (ابن حجر ، الإصابة ٢ / ٢٨٧) وقصته في الصحيحين من رواية أبي موسى الأشعري رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ١٨٧ كتاب العلم (٣) ، باب الغضب في الموعظة ... (٢٨) ، الحديث (٩٢) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ١٨٣٤ كتاب الفضائل (٤٢) ، باب توقيره صلىاللهعليهوسلم وترك إكثار سؤاله ... (٣٧) ، الحديث (١٣٨ / ٢٣٦٠) ، ومن رواية أنس رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ١٨٧ ـ ١٨٨ باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث (٢٩) ، الحديث (٩٣) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ١٨٣٢ ـ ١٨٣٣ الحديث (١٣٦ / ٢٣٥٩) وأوله من رواية أبي موسى رضياللهعنه «سئل النبي صلىاللهعليهوسلم عن أشياء كرهها فلما أكثر عليه غضب ثم قال للناس «سلوني عمّ شئتم».
(٢) هناك رجلان سألا النبي صلىاللهعليهوسلم عن أبيهما ، أحدهما عبد الله بن حذافة ، والآخر هو سعد بن سالم مولى شيبة ، وهو الذي ساءه نسبه قال ابن حجر في فتح الباري ١٣ / ٢٧٠ كتاب الاعتصام (٩٦) ، باب ما يكره من كثرة السؤال ... (٣) ، عند شرحه للحديث (٧٢٩٤) وفيه ذكر «عبد الله بن حذافة» ما نصه : (فإن المساءة في حق هذا [المشار إليه هو سعد بن سالم مولى شيبة ، وقد ذكره ابن حجر آنفا] جاءت صريحة ، بخلافها في حق عبد الله بن حذافة فإنها بطريق الجواز).
(٣) الحديث من رواية علي رضياللهعنه وفيه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ) ، أخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ٩٦٣ كتاب المناسك (٢٥) ، باب فرض الحج (٢) ، الحديث (٢٨٨٤) ، وأخرجه الترمذي في السنن ٣ / ١٧٨ كتاب الحج (٧) ، باب ما جاءكم فرض الحج (٥) ، الحديث (٨١٤) ، ومن رواية أبي هريرة رضياللهعنه ولكن ليس فيه ذكر الآية ، أخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٩٧٥ كتاب الحج (١٥) ، باب فرض الحج مرة في العمر (٧٣) ، الحديث (٤١٢ / ١٣٣٧) ، وانظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢ / ١٠٧ ـ ١٠٨ عند تفسير الآية من سورة المائدة.
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) ليست في المخطوطة.