بل يدفعه الروح الديني العام لمدح الرسول صلىاللهعليهوسلم ، فيقول الأعشى (١) :
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا |
|
وعادك ما عاد السليم المسهّدا |
وتعد هذه القصيدة أول قصيدة مدح بها النبي الكريم صلىاللهعليهوسلم وتغنى الشعراء الإسلاميون بشخصية النبي صلىاللهعليهوسلم مثل عبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك ، وحسان بن ثابت ، والنابغة الجعدي وكعب بن زهير (٢).
وكان الاتجاه المدحي في قصائد هؤلاء الشعراء هو المنافحة عن العقيدة ، والدفاع عن المبادئ ، والإشادة بالقيم التي جاءت بها الرسالة الإسلامية في حياة الأمة ، واحتفظ لنا التاريخ الشعري والأدبي الغربي بوجود اتجاه شعري ديني خالص يتوخى الروح الديني والعزوف عن الدنيا والزهد في ملذاتها وبهرجها ، فينتج من ذلك ظهور شعر التصوّف والزهد ، كالذي نراه عند سابق البربري وعبد الله بن المبارك ، وشعراء الزهد في العصر العباسي في قصائد ومقطعات. وكان منه ما يتغنى بال البيت ، كما في شعر دعبل الخزاعي :
مدارس آيات خلت من تلاوة |
|
ومجلس وحي مقفر العرصات |
لآل رسول الله بالخيف من منى |
|
وبالركن والتعريف والجمرات |
__________________
(١) انظر : المدائح النبوية في الأدب العربي : زكي مبارك : ص ١٨.
(٢) كما في قصيدته التي أشرت إلى بيت منها : انظر ديوانه بشرح السكري : ص ٦.