إلى الله سبحانه في أن يعافيه من الفالج ، وتوسّل بها إلى الله ، فنام ، فرأى النبي صلىاللهعليهوسلم.
يقول البوصيري : «فمسح وجهي بيده المباركة ، وألقى عليّ بردة ، فانتبهت ، ووجدت فيّ نهضة ، فقمت وخرجت من بيتي ..» (١).
ومهما يكن من أمر هذا الفالج ، ومما دار حوله من تقولات تذهب إلى إنكار هذا الخبر ، أو إلى أن البوصيري افتعله (٢) ليضفي على القصيدة شيئا من المسحة الروحية إلّا أنّ إنسانا لا يستطيع أن ينكر قيمتها الدينية ، ومكانتها بين قصائد المديح النبوي في تاريخ الأدب العربي. فلقد أطلق عليها المؤلف اسم (البرأة) لما ذكر من أنه قد شفي من الفالج بعد رؤية النبي صلىاللهعليهوسلم ، ببركتها.
أو اسم (البردة) لإهداء الرسول صلىاللهعليهوسلم بردته إليه ، وهو الاسم الذي اشتهرت به ، يقول خليفة : «البردة الموسومة : بالكواكب الدرية في مدح خير البرية الشهيرة بالبردة الميمية للشيخ شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد الدولاصي ثم البوصيري (٦٩٧ ق) ..
وهي مائة واثنان وستون بيتا منها : اثنا عشر في المطلع ، وستة عشر في ذكر النفس وهواها ، وتسعة عشر في مولده ، وعشرة في يمن دعائه ، وسبعة عشر في مدح القرآن ، وثلاثة عشر في ذكر معراجه واثنان وعشرون في جهاده وأربعة عشر في الاستغفار وتسعة في المناجاة ..» (٣) ثم ذكر قصة الفالج وتبرك النّاس بالقصيدة والاستفادة منها في أمور دنياهم
__________________
(١) فوات الوفيات : الكتبي : ٣ / ٣٦٨ وانظر : المدائح النبوية : ١٧١.
(٢) انظر : البديعيات في الأدب العربي : ص ٢ فما بعد.
(٣) كشف الظنون : ٢ / ١٣٣١.