تجنيس التلفيق (١)
[٢ ـ] فقد ضمنت وجود الدمع من عدم |
|
لهم ولم أستطع مع ذاك منع دمي (٢) |
والملفّق : ما تماثل ركناه ، وكان كل منهما مركبا من كلمتين فصاعدا (٣) ، وقليل من أفرد هذا الصنف عن صنف المركب ، إلّا المحتفون ، كالحاتمي (٤) وابن رشيق (٥) ، وأمثالهما وهو من أحسن التجنيس موقعا ، وأصعبه مسلكا ، ومثاله قول البستي (٦) :
(مجزوء الوافر) :
إلى حتفي سعى قدمي |
|
أرى قدمي أراق دمي |
__________________
(١) في الديوان (ط : النحف) : ٤٧٥ ومعاهد التنصصي : ٢ / ٨٢ وانظر : بديع القرآن : ٢٧ ، والتحرير : ١٠٢ وانظر : خزانة الحموي : ٢٧ وما بعد ...
(٢) (مع) في البيت ساكنة العين ، وهي لغة. والبيت ذكره الحموي ص : ٢٧. قال : «ولم يمكن الشيخ صفي الدين أن يحصر مع الملفق غيره من أنواع الجناس في بيت واحد» قال : «وبيت الشيخ صفي الدين في غاية الرقة والانسجام» وهو في ديوانه : ٦٨٥ وانظر ديوانه (ط : العلمية) : ٣٠٧.
(٣) يريد ما ورد في البيت : «من عدم» و «منع دمي».
(٤) هو أبو علي الحاتمي المتوفى سنة ٣٨٨ ه. وانظر العمدة : ١ / ٣٢٣ وكتابه حلية المحاضرة : ١ / ١٤٦.
(٥) ابن رشيق سماه المنفصل. انظر العمدة : ١ / ١٢٨. وانظر المفتاح ٦٧٠ وهو نوعان (متشابه ومفروق).
(٦) اليتيمية : ٤ / ٣٢٦. ويسمى أيضا بالمفروق. الطراز : ٢ / ٣٦٠ وسماه السكاكي : المتشابه : ٦٧٠ والمفروق غيره.