بالمكيال. هذا السوق يتردد عليه البدو بصفة خاصة ، وبخاصة بدو جنوب الجزيرة العربية الذين يجلبون الفحم النباتى إلى هذا المكان. بعض فقراء الحجاج من الزنوج الأفارقة يتخذون من الأكواخ البائسة هنا مساكن لهم ، كما يسكنون أيضا فى المنازل المهدمة فى هذا الجزء من المدينة ، وقد أقاموا هنا سوقا للحطب الذى يجمعونه من الجبال المحيطة بالمكان.
الناس هنا يطلقون على نهاية السوق الصغير من ناحية الجبل اسم حارة الحجلة أو حجلة تكية صادق ، حيث توجد بعض المنازل الجيدة ، التى يسكنها أولئك الطواشية الذين يحرسون المسجد الحرام ، والذين يعيشون مع زوجاتهم فى ذلك المكان ، نظرا لأنهم كلهم متزوجون من (إماء) سوداوات. هذا هو أدنى أجزاء مكة ، وعندما تجىء السيول الكبيرة فى موسم الأمطار فإنها تغرق الوادى ، كما يندفع الماء خلال هذا الشارع متجها صوب الأرض الفضاء. وأنا أرى هنا بعض بقايا المجرى المائى القديم ، وسبب ذلك أنه طوال صيانة ذلك المجرى كان ماؤه الزائد عن حاجة المدينة يتجه من هذا الطريق إلى الوادى الجنوبى ، ليجرى استخدامه فى رى بعض الحقول.
فى بعض الأحيان يدخل السوق الصغير ضمن المسفلة ، أو إن شئت فقل «المكان المنخفض» ، والمسفلة هو اسم الحى الواقع على الجانبين الشرقى والجنوبى من السوق ، لكن هذا الاسم ينطبق بصورة أو بأخرى على الحى الأخير. حى المسفلة مبنى بطريقة جيدة ، وهو مثل حى الشبيكة ، يحتوى على قلة قليلة من المنازل الجديدة ، لكن ذلك الجزء من حى المسفلة الذى يقع فى اتجاه قلعة التل الكبيرة ، يكاد يكون كله مخربا فى الوقت الحالى. هذا الجزء يسكنه التجار العرب والتجار البدو ، الذين يسافرون إلى اليمن فى زمن السلم ، وإلى المخواه بصفة خاصة ، التى يجلبون منها الحبوب والبن والأعناب المجففة. هذا المكان يقيم فيه أيضا عدد من فقراء الهنود المقيمين فى مكة ، هؤلاء الهنود الفقراء يؤجرون منازلهم لأبناء بلدهم ، الذين يأتون إلى مكة فى موسم الحج لأداء الفريضة. ونجد الحجاج الزنوج يتخذون من المنازل المهدّمة بيوتا لهم ، بعض