العالية المدببة ، هذه العقود شبيهة بالعقود المماثلة لها فى سائر أنحاء الحجاز ، وهذه العقود كلها شبيهة بالدائرة. هذه العقود خالية من الزينات ، فيما عدا النقش الموجود على واجهة العقد من الخارج ، الذى يؤبن ذكرى منشئ ذلك الباب ، وكل هذه العقود ، يرجع تاريخها إلى ما بعد القرن الرابع عشر. ونظرا لأن كل بوابة تتكون من عقدين أو ثلاثة عقود أو أقسام تفصلها عن بعضها جدران ضيقة ، فإن هذه الأقسام تدخل ضمن تعداد البوابات المؤدية إلى الكعبة ، وبذلك يصل عدد هذه البوابات إلى تسع وثلاثين بوابة. ولما كانت تلك البوابات بلا أبواب ، ترتب على ذلك أن يكون المسجد مفتوحا فى الأوقات كلها. لقد مررت على المسجد الحرام مرارا أثناء الليل ، وقد كنت أجد فيه بشرا بصورة مستمرة ، يصلون أو يطوفون.
الجدران الخارجية للمسجد الحرام هى عبارة عن جدران المنازل المحيطة بالمسجد من جميع الجوانب هذه المنازل كانت فى الأصل تنتمى إلى المسجد ، والقسم الأكبر من هذه المنازل ملك لأفراد بعينهم ، هؤلاء الأفراد اشتروا هذه المنازل ، وهم يؤجرون هذه المنازل لكبار أغنياء الحجاج بأسعار عالية جدا ، قد تصل إلى خمسمائة قرش ، أثناء موسم الحج ، للسكن الجيد ، الذى له نوافذ تطل على الحرم. وبناء عليه جرى فتح نوافذ فى أجزاء كثيرة من الجدران ، بحيث تكون تلك النوافذ على مستوى واحد مع الشارع ، وترتفع قليلا عن مستوى الأبهاء المعمدة. الحجاج الذين يستأجرون تلك الشقق للإقامة فيها ، يصح لهم أداء صلاة الجمعة وهم داخل هذه المساكن ، لأن رؤية هؤلاء الناس للكعبة وهم فى منازلهم تدخلهم ضمن الموجودين فى المسجد نفسه. على مستوى أرضية الأبهاء المعمدة ، ويطل عليها ، نجد تلك الشقق السكنية الصغيرة ، التى جرى إنشاؤها فى الجدران ، على شكل زنازين أو أبراج ، هذه الزنازين لا تزال ملكا للمسجد ، ولكن المنازل المبنية فوقها مملوكة لبعض الأفراد. ويجرى تأجير هذه المنازل للسقائين ، الذين يحتفظون فى تلك الزنازين بجرار ماء زمزم ، أو قد تؤجر تلك المنازل للحجاج الفقراء الذين يودون العيش فى الحرم. بعض المنازل المحيطة بالحرم ما زالت تابعة