هناك ثمانى عشرة طاولة لبيع الخضراوات أو الفاكهة. وقد تزايد عدد تلك الطاولات تزايدا كبيرا ، بسبب زيادة عدد الجنود الأتراك الذين يغرمون بتناول الخضراوات. الفواكه كلها تأتى من بلدة الطائف التى تكثر فيها الحدائق وقد وجدت هنا فى شهر يولية أعنابا من أفضل الأنواع التى تكثر فى الجبال الواقعة خلف مكة [المكرمة] والرمان هنا أيضا وهو من نوع ممتاز ، والسفرجل نيئا ، الخوخ والليمون موجودان هنا أيضا ولكن أحجامهما صغيرة كما هو الحال فى القاهرة ، النّارنج موجود هنا أيضا ، وكذلك الموز ، لكنهما لا يزرعان فى الطائف ، ولكن يجرى جلبهما عن طريق المدينة [المنورة] من الصفراء ، ومن الحديّدة ومن الخليص. هذه الفواكه تستمر إلى شهر نوفمبر ، وفى شهر مارس يجرى جلب البطيخ من وادى فاطمة ، ويقال إن ذلك البطيخ صغير الحجم ولكنه لذيذ الطعم. العرب لا يأكلون كثيرا من الفاكهة باستثناء العنب ، وهم يقولون إن الإكثار من فالفاكهة يسبب الصفراء والتطبل ، وهما على صواب فى ذلك ، فالفاكهة التى تباع فى جدة ليست صحية ، لأن تعبئة الفاكهة فى الطائف قبل أن تنضج يجعلها تنضج نضجا غير طبيعى عن طريق التخمر طوال رحلة نقلها ، وها هم الأتراك يتشاجرون ويتقاتلون صباح كل يوم أمام الدكاكين ، وهم يحاولون الحصول على الفاكهة التى لا تجنى إلا بكميات صغيرة وتكاد تكون نادرة جدا. الفاكهة يجرى إحضارها إلى جدة من وادى فاطمة الذى يبعد مسافة خمسة أميال أو ستة فى اتجاه الشمال ، ووادى فاطمة يمد مكة أيضا بالفاكهة والخضراوات ـ وأكثر تلك الخضراوات شيوعا هى الملوخية والبامية والباذنجان الرومى والباذنجان العروس والخيار واللفت والبنجر الذى يأكل الناس أوراقه ويتخلصون من الجذور باعتبارها عديمة النفع. الفجل والكراث وحدهما هما من الخضراوات التى يجرى استعمالها يوميا وبصورة منتظمة فى المطبخ العربى ؛ الفجل والكراث صغيران جدا ولكن الناس يأكلانهما هنا مع الخبز. العرب بشكل عام لا يستهلكون الخضراوات إلا بكميات قليلة ، وهم يصنعون أطباقهم من اللحم والأرز والدقيق والزبد. فى دكاكين الفاكهة يجرى أيضا بيع التمر الهندى الذى يطلقون عليه هنا اسم «الحمار» ، هذا التمر يأتى من جزر الهند الشرقية ، لا على شكل أقراص ، مثل ذلك التمر الذى يأتى من بلاد