أحد عشر دكانا للملابس ، يجرى فيها كل صباح بيع مختلف الملابس بطريقة المزاد العلنى. القسم الأكبر من تلك الملابس عبارة عن طرز (موديلات) تركية ، يبيعها تجار الطبقتين الأولى والثانية ، مع إحداث بعض التعديلات الطفيفة فى قصات الملابس. طوال موسم الحج يتردد الناس على هذه الدكاكين لشراء الحرام أو الإحرام ويقصد به ملابس الإحرام ، التى هى عبارة عن ذلك الرداء الذى يرتديه الحاج والذى يتكون من قطعتين من قماش الشراشف الهندى أبيض اللون. يأتى بدو الحجاز إلى هذه الدكاكين أيضا لشراء العباءات الصوفية ، أو إن شئت فقل عباءات البدو التى تجلب من مصر ، والتى يعتمدون عليها فى هذه السلع ، ومن هنا يبدو هؤلاء البدو متكاسلين تماما مثل باقى أهل الحجاز ؛ فقد جرت العادة أن تقوم زوجات البدو بصناعة العباءات الخاصة بهن وبأزواجهن. هذه الدكاكين تجلب إلى جدة أيضا بعضا من السجاد التركى من الأصناف الرديئة ، والذى يشكل جزءا أساسيا من تأثيث خيمة شيخ القبيلة ، هذه الدكاكين تبيع أيضا بالتجزئة الواردات الأخرى كلها التى تجىء من مصر ، والتى تدخل ضمن الملبوسات مثل الملاءات ، والمفارش المصنوعة من القطن والكتان الذى تصنع منه القمصان ، والقمصان المصبوغة باللون الأزرق والتى يلبسها الفلاحون ، والنعال صفراء اللون (البلغ) التى يلبسها التجار والسيدات أيضا ، والطواقى حمراء اللون ، وكل أنواع الملبوسات ، وشيلان الكشمير المستعملة وشيلان الموسلين ... إلخ.
هناك أيضا ستة محلات هندية تبيع الأشياء بالقطع والنسيج بالأطوال المحددة ، هذه الدكاكين تبيع القماش الفرنسى ، وشيلان الكشمير ... إلخ ، هذه السلع مملوكة لتجار كبار ولكن وكلاءهم يبيعونها بالتجزئة. كل التجار الكبار تقريبا يقومون فى منازلهم بتجارة التجزئة ، فيما عدا كبار التجار الهنود المقيمين فى جدة بصفة دائمة ، هؤلاء التجار لا يتاجرون إلا فى البضائع الهندية التى تباع بالقطعة أو بالأطوال المحددة. تجار مكة الآخرون يعملون فى أفرع التجارة كلها. شاهدت ذات مرة شقيق التاجر الجيلانى وهو يتشاجر مع بائع ينبعى جائل حول سعر واحدة من الملاءات ،