الاستبعاد فبأن يقال إنّ الاعتبار من عرض عدن ، والقول بإنّ الجانب الجنوبيّ مثل الشّماليّ بل أشدّ حرارة ليس بصحيح لأنهم قد صرحوا أنّ سبب الحرارة هو قرب الشّمس من سمت الرأس والأرض ، وسبب [٣١ ب] البرودة بعدها عنهما فعرض عدن في الشّمال وإن كان مثل عرض جبل القمر في الجنوب إلّا أنّ الشّمس إذا وصلت إلى رأس السرطان يكون بعيدا من مسامتة الجبل المذكور ومن الأرض لكون أوج الشّمس في السرطان فيجوز في هذا الوقت وقوع الثلج في الجبل المذكور بسبب البعدين الموجبين للبرودة بخلاف ما إذا وصلت إلى رأس الجدي فإنها وإن كانت بعيدة عن مسامتة عرض عدن إلّا أنها قريب (١) من الأرض لكون حضيض الشّمس في الجدي فبانتفاء أحد سببي البرودة لا يقع الثلج في عرض عدن ، وأيضا يجوز وقوع الثلج في الجبل المذكور لغاية ارتفاعه وغير ذلك من الأسباب الأرضية ، وأمّا دفع المخالفة بين القولين فبأن يحمل ما ذكره الفاضل الطوسيّ على أنهم شاهدوه في الشتاء فرأوه أبيض من الثلج الذي عليه ، ويحمل ما ذكر في الرّسم [المعمور](٢) على أنهم شاهدوه في الصيف فرأوه أحمر على لونه الحقيقي الذي هو [لون](٣) الحمرة فيصح القولان بلا تعارض بينهما والله أعلم بحقيقة الحال.
ومن كتاب رسم الأرض أيضا قال : وطرف جبل القمر المذكور الغربيّ عند طول ست وأربعين ونصف وعرض إحدى عشرة ونصف جنوبيّ ، ويمتدّ مشرقا حتّى يكون طرفه الشّرقيّ حيث الطّول إحدى وستون درجة ونصف والعرض على حاله إحدى عشرة ونصف جنوبيّ خطّ الاستواء ، فعلى هذا يكون طوله من طرفه الغربيّ إلى طرفه الشّرقيّ نحو خمس عشرة درجة بالتّقريب.
__________________
(١) في (ب) و (س) و (ر): «قربت».
(٢) زيادة من (ر).
(٣) زيادة من (ر).