وكانت الوقعة فى مر الظهران (٢). وكانت عدة من مع أبى نمى مائتى فارس ومائة وثمانين راجلا ، ومع إدريس وجماز مائتين وخمسة عشر فارسا ، وستمائة راجل. انتهى.
ومنها : ـ على ما وجدت بخط ابن محفوظ ـ : أن فى سنة سبع وثمانين ، جاء جماز ابن شيحة وأخذ مكة ، وأقام بها إلى آخر السنة ، وأخذها منه نواب أبى نمى. وقد اختصر ابن محفوظ هذه الواقعة.
وقد وجدتها أبسط من هذا فى وريقة وقعت لى ـ لا أعرف كاتبها ـ فيها : أن جماز بن شيحة أمير المدينة تزوج خزيمة بنت أبى نمى ، وبنى بها فى ليلة السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وستمائة ، ثم حاربه جماز ـ المذكور ـ بعد ذلك ، وطلب من السلطان الملك المنصور عسكرا ، فسير عسكرا تقدمه أمير ، يقال له : الجكاجكى. فتوجهوا إلى مكة وأخذوها ، وأخرجوا أبا نمى منها.
وخطب لجماز ، وضربت السكة باسمه. وذلك فى سنة سبع وثمانين ، وبقيت فى يده مدة يسيرة.
ثم إن امرأة يقال لها : أم هجرس ، من صبايا خزيمة ، سقت الأمير جماز سمّا ، فاضطرب له جسمه ، وحصل من الجكاجكى مراسلة إلى أبى نمى فى الباطن ، فعرف جماز أنه مغلوب ، فرحل عن مكة.
ووصل إلى المدينة ، وهو عليل من السم ، فلم يزالوا يعالجونه حتى برئ. وأرسل الأمير جماز بالجكاجكى مقيدا إلى السلطان ، فحبسه ، ولم يزل فى يد أبى نمى إلى أن توفى.
قلت : الملك المنصور ـ المشار إليه ـ هو : قلاوون الصالحى. ولعل سبب إنجاده لجماز على أبى نمى : عدم وفاء أبى نمى باليمين التى حلفها للمنصور قلاوون.
ويبعد جدا أن يعين أحدا على أبى نمى مع وفاء أبى نمى باليمين المذكورة ؛ لأن الملوك تقنع من نوابهم بالطاعة ، وإظهار الحرمة ، سيما نواب الحجاز.
وهذه نسختها على ما وجدت فى تاريخ شيخنا ناصر الدين بن الفرات العدل الحنفى، وهى : أخلصت يقينى ، وأصفيت طويتى ، وساويت بين باطنى وظاهرى فى
__________________
(٢) مرّ الظّهران بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه ، مضاف إلى الظهران ، بالظاء المعجمة المفتوحة. وبين مر والبيت ستّة ميلا. انظر : معجم ما استعجم (مر الظهران).