طاعة مولانا السلطان الملك المنصور وولده السلطان الملك الصالح ، وطاعة أولادهما ووارثى ملكهما ، لا أضمر لهم سوءا ولا غدرا فى نفس ، ولا مال ، ولا سلطنة.
وأنى عدو لمن عاداهم ، صديق لمن صادقهم ، حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم.
وأننى لا يخرجنى عن طاعتهم طاعة أحد غيرهما ، ولا ألتفت فى ذلك إلى جهة غير جهتهما ، ولا أفعل أمرا مخالفا لما استقر من هذا الأمر ، ولا أشرك فى تحكيمهما علىّ ولا على مكة المشرفة ، وحرمها ، وموقف حلها زيدا ولا عمرا.
وأننى ألتزم ما اشترطته لمولانا السلطان ، وولده فى أمر الكسوة الشريفة المنصورية الواصلة من مصر المحروسة ، وتعليقها على الكعبة المشرفة فى كل موسم وأن لا يتقدم علمه علم غيره.
وأننى أسبل زيارة البيت الحرام أيام موسم الحج وغيرها للزائرين ، والطائفين ، والبادين ، والعاكفين اللائذين بحرمه ، والحاجين الواقفين.
وأننى أجتهد فى حراسثهم من كل عاد بفعله ، وقوله (٢٩ : ٦٧ ويتخطف الناس من حوله).
وأننى أو منهم فى شربهم ، وأعذب لهم مناهل شربهم.
وأننى ـ والله ـ أستمر بتفرد الخطبة والسكة بالاسم الشريف المنصورى ، وأفعل فى الخدمة فعل المخلص الولى.
وأننى ـ والله ـ أمتثل مراسيمه امتثال النائب للمستنيب ، وأكون لداعى أمره أول سامع مجيب.
وأننى ألتزم بشروط هذه اليمين من أولها إلى آخرها ، لا أنقضها. انتهى.
وكان حلف أبى نمى لهذه اليمين فى سنة إحدى وثمانين وستمائة ، على ما ذكره شيخنا العدل ناصر الدين بن الفرات.
وقد رأيت ما يدل على أن أبا نمى لم يف ببعض هذه اليمين ؛ لأنى وجدت بخط ابن محفوظ : أن فى آخر يوم من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وستمائة ، خطب للملك المظفر صاحب اليمن ، وقطعت خطبة خليل بن المنصور بعد أن خطب له فى أولها.
وهذا إنما يصدر عن أبى نمى ، ولعل أبا نمى تأول أن الأشرف خليل بن المنصور