واستعذبوا العصيان. والمدينة فى صحراء ولأهلها بطش وشدة يمنعون أنفسهم ويحمون حوزتهم. وسمك سور المدينة ثمانية أذرع ؛ وأكثر أمرائهم منهم وبها عقارب قتالة أضر من عقارب «نصيبين» (١). وهم موالى عمر بن عبد العزيز وجرأهم الاكراد بالغلبة على الأمراء ومخالفة الخلفاء وذلك أن بلدهم مشتى ستين ألف بيت من أصناف الاكراد الجلالية واليابسان والحكمية والسولية (٢). ولهم به مزارع كثيرة ومن صحاريه يكون أكثر أقواتهم وبقرب من هذه المدينة جبل يعرف بشعران (٣) وآخر يعرف بالزلم (٤) فيه حب الزلم (٥) الذى يصلح لأدوية الجماع ولا أعرفه فى مكان غيره. ومنها إلى ديلمستان (٦) سبعة فراسخ. وهذه قرية كان الديلم فى أيام الأكاسرة إذا خرجوا عن بلادهم للغارة عسكروا بها وخلفوا سوادهم لديها وانتشروا فى الأرض عائثين فإذا فرغوا من غارلتهم عادوا إليها ورحلوا منها إلى مستقرهم فهى تعرف إلى اليوم بهم.
__________________
(١) يؤكد الرحالة المعاصرون هذه المعلومات عن عقارب شهر زور.
(٢) بخصوص تحديد هذه المدن انظر : مينورسكى : أبو دلف : ص ٨٤.
(٣) شعران هى تسمية لجبل فى كردستان على الحدود بين ايران والعراق.
(٤) هو فى سلسلة الجبال بين ايران والعراق حاليا.
(٥) انظر كراتشكوفسكى : شهر زور ص ٢٩٥ ملاحظة ٦ مع اشارة هناك إلى مصادر أخرى.
(٦) بلدة فى شهر زور تقع على بعد سبعة فراسخ (حسب أبى دلف) أو تسعة (حسب ياقوت) من نيم أزراى (ياقوت : ج ٢ ص ص ٧١١ ـ ٧١٢) ويرى مينورسكى : أن ديلمستان كانت تقع إلى الشرق من شعران فى «أورامانى ـ تحت» الحالية والتقوية أو التحصينات على جبل «زلم» كانت للدفاع عن وادى شهر زور من الديلم. انظر مينورسكى : أبو دلف ص ٨٤.