عن «الرسالة الأولى» لأبى دلف ، مستأنفة أو مجددة بذلك تلك المادة التى تستحق جدير الاهتمام وهى رسالته الثانية (١).
وبدأ العمل لإعداد الرسالة الثانية للطبع سنة ١٩٥٠. وعند ما قارب العمل على الاكتمال علم المؤلفان أن هناك طبعة لهذا العمل صدرت فى انجلترا من إعداد مينورسكى. وبفضل تلطفه وصلت نسخة منها إلى ليننجراد. وعندها كان العمل على طبعتنا هذه قد انتهى وأعدته إدارة معهد الاستشراق للنشر. وبمقارنة الطبعتين وضح أنهما لا يزاوجان بعضهما وبالإضافة إلى هذا لم يكن هناك اتفاق تام فى كل الأحوال مع قراءة مؤلف الطبعة الإنجليزية وقد وجدت أيضا نقط اختلاف خطيرة لا سيما فيما يتعلق بطريقة تناول المخطوط. فمينورسكى يعتبر أن المخطوط يعكس رحلة واحدة لأبى دلف ، لكن مؤلفى هذه الطبعة محتذيين بكراتشكوفسكى يريان فى المخطوط أنه ذكريات عن عدة رحلات ويجدان تأكيدا لذلك فى المعلومات الفقيرة عن حياة أبى دلف. وقد ترتب على هذا اختلاف فى التعليقات : فمينورسكى يحاول على قدر الإمكان أن يصل بالضبط إلى خط سير رحلة أبى دلف ولهذا فإن تصوره وتحققه ظهر أنه مقنع بدرجة كافية ومؤلفا هذه الطبعة قد حددا أنفسهما بالتوضيحات والملاحظات والإضافات لطبعة مينورسكى. هذا مع التحفظ الشديد فى كل التعديلات التى أدخلت على طبعة مينورسكى. وكذلك نقط الخلاف مع قراءته وترجماته و. بلايوف.
__________________
(١) كراتشكوفسكى : الرسالة الثانية ص ٢٩٢.