أذربيجان وأرمينيا وجورجيا أوردها ياقوت نقلا عن أبى دلف. وتتميز هذه المعلومات بالوضوح والتحديد بصورة أكثر من معلومات أبى دلف عن وسط آسيا والصين والهند. وبخظوات عادية طبيعية كبرت رسالتا أبى دلف الموجودتان فى مخطوط مشهد وذلك بمقارنة أحداهما بالأخرى وعلاقتها بالمعلومات فى معجم ياقوت.
وقد مكن وجود النص الكامل للرسالتين من التحقق من ٣٤ اقتباسا إلى جانب ٢٤ أخرى بدون إشارة إلى المصدر. وقد ظهر أن جزءا كبيرا من الرسالة الثانية قد أوردها ياقوت فى معجمه وعرض كراتشكوفسكى نتائج عمله عن الرسالة الثانية لأبى دلف فى مقالتين (١) حلل فيهما الرسالة بل وقوم طريقة استخدام ياقوت لهذه المعلومات. وقد أشار كراتشكوفسكى فى هذا الصدد بطريقة مباشرة إلى عمل مماثل لروزن (٢) بل وفى نفس الاتجاه. وتعرض هذه الأعمال النماذج الرائعة للنقاد اللغويين للمصادر العربية فى العصور الوسطى.
وهنا ينبغى الإشارة عند ذكر دراسة ياقوت إلى مقالة ثالثة لكراتشكوفسكى بعنوان «حول موضوع تحليل الاقتباسات الشعرية فى معجم ياقوت الجغرافى (٣)» وفى ثانى هذه المقالات الثلاثة عبر كراتشكوفسكى عن رأيه فى ضرورة طبع «الرسالة الثانية» وعن رغبته فى أن تكون هذه الطبعة من عمل علمائنا وأن تكون تقليدا للعلوم الروسية التى أعظت فى زمنها العمل القيم لمقالة لغريغوريف
__________________
(١) كراتشكوفسكى : الرسالة الثانية وكراتشكوفسكى : شهر زور.
(٢) و، روزن : عن الطبعة الجديدة لأبن فضلان (١٩٠٢ ـ ١٩٠٣ ، ١٩٠٤) ص ٣٩ ـ ٧٣.
(٣) كراتشكوفسكى : مؤلفات مختارة ج ١ ، ١٩٥٥ ص ٢٧٣ ـ ٧٩.