صغيرة القدر فى رأى العين لا يدرك غورها. ويقال أن فيها غرق بعض ملوك الفرس وأن والدته سارت ومعها الأموال فبذلت لمن يخرجه أو شيئا من عظامه الرغائب ، وأن الغواصين اجتهدوا فى ذلك فلم يلحقوا لها غورا. فلما رأت ذلك أمرت بطمها فحمل اليها من التراب ما لا يوقف على كثرته فكان يطرح فيها فلا تيبس فلما أعياها سدها انصرفت وعندها تل تراب عظيم هائل يقال أنه حمل دفعة واحدة تركته ليعلم الناس كثرة ما حملت وطرحت فيها فلم ينفعها ذلك (١). وماء هذه البحيرة يختلط بماء «الدينور» (٢) ويصبان جميعا إلى واد (٣) يمر على حمة مدرجة لها حياض ينبع الماء إلى الحوض الأسفل (٤) فإذا زاد ماء الوادى وغمر الحوض الاسفل نبع ماء الحمة فى الحوض الذى فوقه فلا يزال على هذا الترتيب إلى آخر الحياض فإذا نقص الماء من الحوض الأعلى نبع الماء الذى تحته ولا يزال الأمر كذلك من حوض إلى الحوض الأسفل وماء هذا يجتمع وماء الصيمرة ويصبان جميعا إلى «السوس» (٥) وبلغنى أن الماء الذى تحت «شبديز» بقرميسين إذا ضربت ألف درهم وألقيت فيه حرارة السبك زادت ستة دراهم ولا أدرى ما العلة فى هذا. وتسير من همذان إلى نهاوند
__________________
يحدد «دكان» بأنها «تخت شيرين» الحالية (مينورسكى : أبو دلف : ص ص ٩٣ ـ ٩٤)
(١) هذه القصة عن الملك الغريق تستدعى قصة الطبرى عن نهاية بهرام جور الذى غرق فى أثناء خروجه للصيد فى ماء (جبال) (الطبرى : ج ١ ص ص ٧٨٥)
(٢) يعنى نهر أبى دينور.
(٣) يعنى نهر صيمرة
(٤) يترجمها مينورسكى : بأن ماء النهر يفيض إلى الحوض الأسفل
(٥) نهر السوس هو نهر «كرخا» حاليا