متى علم بكم ثم لم يقنعه الذى فعل حتى اغتصب ملكتكم وابنة ملككم نفسها. وقد عزمت على قتله فأى شىء عندكم قالوا نحن طوع يديك. مرينا بما شئت. قالت إذا دخلت اليه فادخلوا معى كأنكم جوارلى فإذا خلوت به وجئته بخنجر معى وليكن معكم أنتم خناجر فإذا فعلت ذلك فاجهزوا عليه قالوا نفعل كما تريدين. فلما أدخلت إليه وخلا بها وهو لا يأبه بالغلمان ويظنهم جواريها وجاءته بالخنجر وبادر الغلمان فقتلوه. وخرجت واياهم إلى مكان بالقرب من غلمانه وحاشيته فأتوا عليهم. وهى أيضا صاحبة القنطرة المعروفة بقنطرة «خوراذ» التى بين ايذج والرباط. وهذه القنطرة من عجائب الدنيا وذلك أنها مبنية على واد يابس لا ماء فيه إلا فى أوان المدود من الأمطار فإنه حينئذ يصير بحرا عجاجا وفتحه على وجه الأرض أكثر من ألف ذراع وعمقه مائة وخمسون ذراعا وفتح أسفله فى قراره نحو عشرة أذرع. وقد ابتدىء بعمل هذه القنطرة من أسفلها إلى أن بلغ بها وجه الأرض بالرصاص والحديد كلما علا البناء ضاق وجعل بين وجهه وجنب الوادى حشو من خبث الحديد وصب عليه الرصاص المذاب حتى صار بينه وبين وجه الأرض نحو أربعين ذراعا وصار فتحه هناك مائة واثنى (١) عشر ذراعا فقعدت القنطرة عليه فهى على وجه الأرض وحشى ما بينها وبين جنبى الوادى بالرصاص المصلب بنحاته النحاس وهذه القنطرة طاق واحد (٢) عجيب الصنعة محكم العمل. وكان المسمعى (٣) قطعها فمكث دهرا لا يتسع أحد لبنائها فأضر ذلك بالسابلة ومن كان يجتاز عليها لا سيما فى الشتاء ومدود الأودية.
__________________
(١) فى الاصل : اثنتى»
(٢) أى طاقة واحدة أو فتحة واحدة مقوسة.
(٣) المقصود كما يعتقد شوارتز هو عبد الله بن ابراهيم المسمعى أحد القواد العسكريين للخليفة المكتفى (٩٠٢ ـ ٩٠٨).