وغيرهما من شيوخنا ، وأقرا بها الفرائض والحساب ، وكان بارعا فى ذلك ، وأخذ ذلك عن الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف بن عادى الكلائى ، صاحب المختصر المشهور ، وانتفع الناس به فى ذلك بمكة ، وكان جاور بها نحو عشرين سنة متوالية ، إلا أنه تردد فى بعض السنين إلى مصر طلبا للرزق ، وأدركه الأجل بها ، بإثر قدومه إليها فى الثالث والعشرين من المحرم سنة اثنتين وثمانمائة ، ودفن ـ فيما أحسب ـ بمقابر باب النصر ، وقد قارب الستين ، فيما أحسب.
والحسنى ، نسبة إلى بلدة يقال لها نخلة حسن بالغربية من أعمال مصر.
٦٩٠ ـ إبراهيم بن أبى بكر الأخنسى :
روى عن طاوس ، ومجاهد. وعنه : ابن أبى نجيح ، وابن جريج ، وأخرج النسائى من حديث ابن جريج عن إبراهيم بن أبى بكر ، وهو هو ، سمع طاوسا يسأل عن الذى يأتى امرأته فى دبرها ، فقال : إن هذا يسألنى عن الكفر.
وذكره المزى فى التهذيب فقال : إبراهيم بن أبى بكر الأخنسى المكى ، سمع طاوسا يسأل ، فذكر ما سبق ، ثم قال : وروى عن مجاهد ، وقال : روى عنه عبد الله بن أبى نجيح ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. روى له النسائى.
٦٩١ ـ إبراهيم بن أبى يوسف المكى :
روى عن يحيى بن سليم ، وعبد المجيد بن أبى رواد ، وإسماعيل بن زياد.
روى عنه الفاكهى كثيرا فى كتابه ، ومما روى عنه ، خبرا غريبا فى وفاة عبد الله بن جدعان ، الجواد المشهور ؛ لأنه قال : ثم هلك عبد الله بن جدعان بن عمرو التيمى ، فبكته الجن والإنس. فأما بكاء الجن : فحدثنى إبراهيم بن أبى يوسف المكى ، قال : ثنا إسماعيل بن زياد عن ابن جريج ، أن عبد الله بن عباس ، كان يحدث أن النباش بن زرارة التميمى ـ وكان حليفا لقريش ـ قال : خرجنا إلى الشام تجارا فى الجاهلية ، وعبد الله ابن جدعان حى حين خرجنا ، فلما سرنا نحوا من خمس عشرة ليلة ، نزلنا ذات ليلة واشتهينا أن نصبح بذلك المكان ، قال : فنام أصحابى ، وأصابنى أرق شديد ، فإذا هاتف يهتف يقول [من الطويل] :
ألا هلك البهلول غيث بنى فهر |
|
وذو المجد والعز التليد وذو الفخر |
قال : فأجبته فقلت :