ما أسبلت بالشعر ليلا أسودا |
|
إلا ولاح الثغر صبحا مسفرا |
ولقد شربت بليل أسود شعرها |
|
وحمدت عند صباح مبسمها السرى |
قامت وقد لبست عقود حليها |
|
فرأيت غصنا بالجواهر مثمرا |
يا من إذا ما مرّحلو حديثها |
|
يا صاح ناب عن العقيق وأسكرا |
ما لاح خصرك بالنحول موشحا |
|
إلا وأضحى للصدود مكفرا |
أرخصت يوم البين سعر مدامعى |
|
وتركت قلبى بالغرام مسعرا |
لا تطمعى أن تملكى أهل الهوى |
|
فالناصر السلطان قد ملك الورى |
ومن ذلك قوله من قصيدة [من الوافر] :
غرامى فيك يا قمرى غريمى |
|
وذكرك فى دجى ليلى نديمى |
وملنى العذول وصد عنى |
|
فما لى غير ذكرك من حميم |
وكم سأل العواذل عن حديثى |
|
فقلت لهم على العهد القديم |
وعمّ يسائلون ولى دموع |
|
تحدثهم عن النبأ العظيم |
بعشقى للمعاطف حين مالت |
|
هديت إلى الصراط المستقيم |
أحب إمالة الأعطاف ضما |
|
وأهوى غنة الصوت الرخيم |
وأنثر در دمعى فى ثغور |
|
بها عقد من الدر النظيم |
تبسم لى يتيم الدر منها |
|
ومن عجب الهوى ضحك اليتيم |
وتركى اللحاظ يروم قتلى |
|
ظبا أجفانه فأقول رومى |
ومن شغفى بغصن القد منه |
|
أغار على الغصون من النسيم |
إذا نيران خديه تبدت |
|
رأيت بهن جنات النعيم |
بعقرب صدغه الليلى كم من |
|
سليم بات فى ليل السليم |
بدت فى خده شامات مسك |
|
كحظى أو كليلى أو همومى |
فبت بليل طرته أراعى |
|
من الشامات أمثال النجوم |
ضعيف الوعد والألحاظ يشكو |
|
به جسمى من الألم المقيم |
فموعده وناظره وجسمى |
|
سقيم فى سقيم فى سقيم |
تجلى تحت ليل الشعر بدرا |
|
يلوح بغصن قامته القويم |
وأخطأ من يشبه منه وجها |
|
يصان بصفحة البدر اللطيم |
دنا متلفتا نحوى بجيد |
|
وخصر فى مناطقه هضيم |
كريم مال بخلا عن ودادى |
|
فملت لمدح مخدوم كريم |