فخذ ارتفاع الشمس من أقداحنا |
|
وأقم صلاة اللهو فى أوقاتها |
إن كان عندك يا شراب بقية |
|
مما تزيل به العقول فهاتها |
الخمر من أسمائها والدان من |
|
تيجانها والمسك من نسماتها |
وإذا العقود من الحباب تنظمت |
|
إياك والتفريط فى حباتها |
أمحرك الأوتار إن نفوسنا |
|
سكناتها وقف على حركاتها |
دار العذار بحسن وجهك منشدا |
|
لا تخرج الأقمار عن هالاتها |
كسرات جفنك كلمت قلبى فلم |
|
يأت الصحاح لنا بمثل لغاتها |
مسود جفنك سل بيض صوارم |
|
منها الورى خافت على مهجاتها |
جرح القلوب بحمرة الوجناب وال |
|
شامات من دمها ومن حباتها |
كم ليلة صارت نهارا عندما |
|
أطلعت شمس الراح من مشكاتها |
والبدر يستر بالغيوم وينجلى |
|
كتنفس الحسناء فى مرآتها |
وتلا نسيم الروض فيه قارئا |
|
فأمال من أغصانها ألفاتها |
ومليحة أرغمت فيها عاذلى |
|
فأتت إلى وصلى برغم وشاتها |
لا مال وجهى عن مطالع حسنها |
|
وخباء طلعة وجهها وحيائها |
يا خجلة الأغصان من خطراتها |
|
وفضيحة الغزلان من لفتاتها |
ما الغصن مياسا سوى أعطافها |
|
ما الورد محمرا سوى وجناتها |
وعدت بأوقات الوصال كأنها |
|
ضمنت سلامتنا إلى أوقاتها |
ومن ذلك قوله [من السريع] :
وبى مغنّ ذو فم ميمه |
|
تصد عن صاد إلى الرشف |
قد فتن العاشق حتى غدا |
|
يقول بالصوت وبالحرف |
ومن ذلك قوله [من الطويل] :
تبسم لما أن حكى الغصن قده |
|
وناب عن الصهباء فى الفعل ريقه |
وقال وقد نزّهت فى الخد ناظرى |
|
أخدّى هو البستان قلت شقيقه |
ومن ذلك قوله [من الكامل] :
سركى أريك مدامعى وأضالعى |
|
يا قرب ما بين العقيق إلى الغضا |
وانظر إلى لونى وشيب مفارقى |
|
فالهجر ذهّب ذا وهذا فضّضا |
ومن ذلك قوله [من الرجز] :