روى عنه أبو عبد الرحمن السلمى ، وأبو عبد الله الحاكم ، وأبو حازم العبدوى ، وأبو المعلى الواسطى. وقال السلمى : كان شيخ الصوفية بنيسابور ، له الصاه (١) بالإشارة مقرونا بالكتاب ، وإليه يرجع إلى فنون من العلم ، منها حفظ الحديث وفهمه ، وعلم التاريخ ، وعلوم المعاملات والإشارة ، لقى الشبلى ، وأبا على الروذبارى وغيرهما.
وقال الحاكم : هو لسان أهل الحقائق فى عصره ، وصاحب الأحوال الصحيحة ، وكان مع تقدمه فى التصوف من الجمّاعة للروايات ، ومن الرحالين فى الحديث ، وكان يورق قديما ، فلما وصل إلى علم الحقائق تركه. غاب عن نيسابور بضعا وعشرين سنة ، ثم انصرف إلى وطنه سنة أربعين وثلاثمائة ، وكان يعظ ويذكر على ستر وصيانة ، ثم خرج إلى مكة سنة خمس وستين ، وجاور بها ، ولزم العبادة فوق ما كان من عادته ، وكان يعظ ويذكر.
وذكر أنه توفى بمكة فى ذى الحجة سنة تسع وستين وثلاثمائة ، ودفن عند تربة الفضيل بن عياض.
وذكره الخطيب ، وقال : كان ثقة.
وذكره أبو عبد الرحمن السلمى ، أنه سمعه يقول : مراعاة من علامات التنقص ، ونهايات الأولياء بدايات الأنبياء ، والمحبة مجانبة السلو على كل حال. ثم أنشد [من الطويل] :
ومن كان فى طول الهوى ذاق سلوة |
|
فإنى من ليلى بها غير ذائق |
وأكبر شىء نلته من وصالها |
|
أمانى لم تصدق كلمحة بارق |
٧١٧ ـ إبراهيم بن محمد بن أحمد بن موسى بن داود بن عميرة القرشى السهمى المكى :
سمع من الصفى ، والرضى الطبريين : بعض صحيح البخارى ، وعلى الرضى بعض الترمذى ، وجزء سفيان بن عيينة ، وحدث به بقراءة الشيخ نور الدين الفوى ، فى يوم الجمعة سابع عشر القعدة سنة تسع وستين وسبعمائة بمكة.
سألت عنه شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة. فقال : كان شيخا مباركا ، يبيع الحناء والملح ونحو ذلك بالمسعى.
__________________
(١) هكذا فى الأصل بدون نقط.