أمرهم ، وهزم جيوش الخليفة ، واستباح البصرة ، وفعل الأفاعيل القبيحة ، وامتدت أيامه الملعونة إلى أن قتل فى سنة سبعين وثلاثمائة ، لا رحمهالله ، وعجل بروحه إلى النار.
قال الذهبى : وكان خارجيا يقول : لا حكم إلا لله ، وقيل : زنديقا يتستر بمذهب الخوارج ، وهو أشبه. قال : وكان يصعد على المنبر ، فيسب عثمان ، وعليا ، ومعاوية ، وعائشة ، وهو اعتقاد الأزارقة. قال الصولى : قتل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف. قال : وقتل فى يوم واحد بالبصرة ثلاثمائة ألف. انتهى.
٧٢١ ـ إبراهيم بن محمد بن حسين ، برهان الدين ، المعروف بالموصلى المالكى:
نزيل مكة. كان رجلا مباركا كثير العبادة بالطواف ، له إلمام بالعلم ، وخط جيد ، كتب به كتبا حسنة. منها : شرح مختصر ابن الحاجب الفرعى ، للشيخ خليل الجندى المالكى ، ومختصره فى الفقه. وكان يذكر أنه من تلامذته. وكان يحضر بمكة درس سيدى الشيخ العلامة موسى بن على المراكشى ، وسمع منه ، ومن العفيف عبد الله بن محمد النشاورى وغيرهما ، وأدّب الأطفال بمكة سنين كثيرة. وكان يسكن برباط السدرة ، ويشرف على ما يتحصل من ريع وقفه بصيانة وعفاف ، يعف أيضا عن أخذ كثير من الصدقات ، ووقف كتبا بخطه ، منها : شرح ابن الحاجب وغيره. وكان أحد العدول بظاهر القاهرة خارج باب زويلة. وما عرفت سنة قدومه إلى مكة ، إلا أنه جاور بها ثلاثين سنة أو أزيد ، وبها توفى فى العشر الأخير من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة. شهدت الصلاة عليه ودفنه ، وهو من أبناء السبعين ـ فيما أحسب.
٧٢٢ ـ إبراهيم بن محمد بن صديق بن إبراهيم بن يوسف الدمشقى ، أبو إسحاق ، الملقب بالبرهان ، المعروف بابن صديق الصوفى المؤذن :
نزيل مكة ، ومسندها ومسند الحجاز. ولد ـ ظنا ـ سنة عشرين وسبعمائة بدمشق ، وسمع بها على أبى العباس الحجار : صحيح البخارى ، ومسند الدارمى ، ومسند عبد بن حميد ، وفضائل القرآن ، لأبى عبيد عن الأنجب ، وابن السباك وابن القبيطى عن أبى زرعة ، ومن باب : من حلف فاستثنى إلى كتاب البيوع من سنن النسائى رواية ابن السنى عن ابن القبيطى وجماعة ، وجزء أبى الجهم ، ومسند عمر للنجاد ، وجزء ابن مخلد بفوت من أوله. ينتهى إلى حديث أنس : أصيب حارثة بن سراقة الأنصارى ، وأخبار إبراهيم بن أدهم رواية الخلدى ، وأربعين الآجرى ، وأربعين من روايته ، تخريج ابن الفخر له ، وسماعه لهذه فى سنة أربع وعشرين ، وهو فى الرابعة ـ على ما ذكر كاتب الطبقة ـ