الأمر ، وتمهدت له البلاد ، وتم له ما لم يتم لغيره ، وهو أن غالب نواب البلاد كانوا مماليكه.
واستمر فى السلطنة حتى عهد بها إلى ولده الملك الناصر فرج عند موته ، ثم مات يوم الجمعة خامس عشر شوال سنة إحدى وثمانمائة على فراشه. وله سيرة طويلة جمعها بعض أهل العصر فى مجلد.
وله محاسن ، منها : أنه كان يبعث فى بعض السنين قمحا وفى بعضها ذهبا ليفرق بالحرمين ، وعمر فيهما أماكن شريفة. وقد بينا ما عمر فى زمنه من المسجد الحرام وغيره ، فلا حاجة لإعادته.
ومن مآثره الحسنة : مدرسة حسنة مليحة أنشأها بين القصرين بالقاهرة ، قرر بها دروسا فى المذاهب الأربعة ، والتفسير والقراءات ، وغير ذلك ، وله عليها أوقاف جيدة.
وكانت مدة سلطنته الأولى والثانية ستة عشر سنة وستة أشهر. وتوفى الملك الصالح حاجى ، فى سنة أربع عشرة وثمانمائة ، فى شوال فى غالب ظنى.
٨٤٠ ـ بركة بن عبد الله العثمانى نسبة إلى الخواجا عثمان الجالب له :
الأمير زين الدين ، رأس نوبة النوب بالقاهرة. ذكرناه فى هذا الكتاب لكونه من أصحاب المآثر بمكة ، منها المطهرة التى بسوق العطارين بمكة.
كان خشداشا للملك الظاهر ، المقدم ذكره ؛ لأنهما من مماليك الأمير يلبغا الخاصكى ، وتنقل بهما الحال ، حتى صارا أميرين ، بإثر قتل الملك الأشرف شعبان بن حسين صاحب مصر ، ثم صار بركة أمير مجلس ، بعد هرب أينبك البدرى ، الذى تولى تدبير الدولة بمصر ، بعد قيامه على صهره قرطاى ، ثم عظم أمرهما. بحيث صار تدبير المملكة لهما ، بعد القبض على طشتمر الدوادار ، الذى صار أتابك العسكر بمصر. وصار بركة رأس نوبة النوب ، ثم وقع بين الأميرين المذكورين فتنة وتحاربا. فقبض الملك الظاهر على بركة ، واعتقله بالإسكندرية ، ثم قتل فى رجب من سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة.
وكان بركة فى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ، بعث أميرا يقال له سودون باشه لعمارة عين بازان ، وما يحتاج إلى عمارته فى الحرم والحجر والميزاب ، وعمل مطهرة وعمل ربع فوقها ، ليوقف عليها. فعمل ذلك كله.