وذكر ابن عبد البر هذه الأبيات أخصر من هذا. وفى بعضها مخالفة فى اللفظ دون المعنى. وفى الخبر الذى ذكره أن بسرا ذبح الغلامين بين يدى أمهما. قال : وقد قيل : إنه إنما قتلهما بالمدينة. والأكثر على أن ذلك كان منه باليمن.
وقال : أغار بسر بن أرطأة على همدان. وقتل وسبى نساءهم. فكن أول مسلمات سبين فى الإسلام. قال : وقتل أحياء من بنى سعد. انتهى.
وهذا الفعل أيضا باليمن.
ومن أفعاله بالمدينة : أنه هدم بها دورا ، وقال : يا أهل المدينة ، والله لولا ما عهد إلىّ معاوية ، ما تركت فيها محتلما إلا قتلته.
وكان بعث معاوية بسرا إلى الحجاز واليمن ، فى أول سنة أربعين ، على ما ذكر ابن يونس. وقيل فى سنة تسع وثلاثين. وهذا فى التاريخ الصغير للبخارى.
ولما بلغ أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه خبره ، أنفذ له عسكرا فلم يلحقه ، ويقال : دعا عليه بسلب عقله ودينه ، فلم يمت حتى خرف ، على ما ذكر خليفة ابن خياط ، وابن يونس وغيرهما. ونقل ابن سعد الواقدى : أنه بقى إلى خلافة عبد الملك ابن مروان.
وذكر خليفة بن خياط : أنه مات بالمدينة فى ولاية عبد الملك بن مروان. وقال ابن يونس : وتوفى بالشام فى آخر أيام معاوية.
وذكر أبو مسهر : أنه مات بدمشق. وذكر ابن عساكر أنه سكن دمشق ، وأنه كان على رجاله دمشق يوم صفين. انتهى.
وكان بطلا شجاعا ، وهو أحد الأربعة الذين أمد بهم عمر بن الخطاب عمرو بن العاص ، رضى الله عنهم ، فى فتح مصر ، وعد كلا منهم بألف فارس ، فى قول بعضهم ، وبعضهم يجعل عوضه المقداد بن الأسود ، وهو قول الأكثرين ، على ما قال أبو عمر. قال أبو عمر : وهو أولى بالصواب إن شاء الله. والأربعة عند من قال بإسقاطه : الزبير بن العوام ، والمقداد ، وعمير بن وهب ، وخارجة بن حذافة ، وعند من قال بإثباته : بسر ، والمذكورون ، خلا المقداد.
ونقل ابن عبد البر عن ابن الكلبى : أن بسرا بارز على بن أبى طالب رضى الله عنه