سمع منه جماعة آخرهم وفاة الزاهد بهاء الدين عبد الله بن الرضى بن خليل المكى.
وتوفى ابن ديلم فى غرة شهر ذى القعدة سنة اثنتى عشرة وسبعمائة بمكة.
نقلت وفاته من خط جدى الشريف على الفاسى.
وذكر أنه كان ناظر الحرم الشريف ، وهو معنى قول ابن قطرال شيخ الحرم ، وأظنه ولى فتح الكعبة نحو أربعين سنة ؛ لأنى وجدت بخط البرزالى فيما انتقاه من ذيل الظهير الكازرونى نسخة كتاب كتبه أبو نمى صاحب مكة ، فى سنة سبع وسبعين وستمائة ، إلى علاء الدين صاحب الديوان ببغداد ، يتضمن الدعاء له ولأخيه ، وفيها شهادة قاضى مكة الجمال بن المحب الطبرى ، وابن منعة وابن ديلم ، وإمام الشافعية والحنفية والحنابلة ، ووجه الدلالة من هذا على ما ذكرناه ، شهادة المذكورين فى الكتاب دون غيرهم من أهل العلم ، كالمحب الطبرى وشبهه ، إنما هو لكونهم أصحاب وظائف مشهورة بالحرم ، والله أعلم.
٥٤٦ ـ أحمد بن راشد الينبعى الزيدى :
قاضى ينبع ، كان يتولى الأحكام الشرعية بوادى ينبع من بلاد الحجاز ، بولاية من الإمام الزيدى ، صاحب صنعاء (١) ، ولى ذلك سنين كثيرة حتى مات. وكان يتوقف فى قبول شهادة كثير من المخالفين لمذهب الزيدية. وكان ينسب لمعرفة فى مذهب الزيدية ، حج فى سنة تسع عشرة وثمانمائة ، فأدركه الأجل بعد الحج فى يوم النفر الأول أو الثانى من هذه السنة ، ودفن بالمعلاة ، وبنى على قبره نصب.
٥٤٧ ـ أحمد بن رميثة بن أبى نمى بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة الحسنى المكى :
صاحب الحلة (١) ، سافر إلى العراق مرتين فى زمن أبى سعيد بن خربندا ، وعظم شأنه
__________________
٥٤٦ ـ (١) صنعاء : منسوبة إلى جودة الصنعة فى ذاتها. وصنعاء : موضعان أحدهما باليمن ، وهى العظمى ، وأخرى قرية بالغوطة من دمشق. انظر : معجم البلدان (صنعاء).
٥٤٧ ـ (١) الحلّة : بالكسر ثم التشديد ، وهو فى اللغة القوم النزول وفيهم كثرة والحلة : علم لعدة مواضع ، وأشهرها حلة بنى مزيد ، مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد كانت تسمى الجامعين ، طولها سبع وستون درجة وسدس ، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة. والحلة أيضا : حلة بنى قيلة بشارع ميسان بين واسط البصرة. والحلة أيضا : حلة بنى دبيس بن عفيف الأسدى قرب الحويذة من ميسان واسط والبصرة ، والأهواز فى موضع آخر. انظر معجم البلدان (الحلة).